فيقول العبد الفقير الملتقط المحتاج إلى ربّه القدير الغنيّ المغني فيتضرّع مستكينا ذليلا رافعا يديه الخاطئة مستجديا من أياديه الفاضلة وآلائه المتواصلة أن يمنّ على هذا العبد الكالّ على مولاه بالقبول فإذا تقبّلها ربّها بقبول حسن فأهدى ثواب هذه الدرّة الثمينة - الَّتي خاض في طلبها البحار الزاخرة حتّى اقتناها كبارها ومرجانها وشطوطها وخلجانها - إلى روح حبيبه محمّد الَّذي بعثه من أطيب الأعراق وأعظم الجراثيم ، وابن عمّه عليّ الَّذي ضرب الخراطيم حتّى كانت الكلمة مجموعة والأصنام مرفوعة ، فجلَّت الهديّة ونعم المهدى له فقد عرض الطيب على عطَّاره . وإنّي أستشفع بكتابه العزيز وبالنبيّ والوصيّ في أن يجاوز عن ذنوبي العظيمة الَّتي لا أعظم منها إلَّا عفوه فأسألك العفو ومنّ عليّ بالقبول والغفران إنّك أهل التقوى وأهل المغفرة .
نجز الجزء الثاني عشر من الكتاب ، وبه ختامه ومن اللَّه التوفيق وله المنّة