عقدا في خيوط وينفثن عليها وتعريفها إمّا للعهد أو إمّا للإيذان بشمول شرّهنّ وتمحّضهن فيه .
روي عن ابن عبّاس وعائشة أنّه كان غلام من اليهود يخدم النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وكان عنده أسنان من مشطه صلَّى اللَّه عليه وآله فأعطاها اليهود فسحروه صلَّى اللَّه عليه وآله فيها ولذا ينبغي أن يقطع الظفر بعد التقليم وكذا الشعر إذا سقط من اللحية والرأس نصفين لئلَّا يسحر به .
وتولَّاه لبيد بن أعصم اليهوديّ وبناته وهنّ النفّاثات فدفنها في بئر أريس أو بئر بني زريق تسمّى ذروان فمرض النبيّ عليه السّلام قيل : إنّه صلَّى اللَّه عليه وآله لبث فيه ستّة أشهر فنزل جبرئيل بالمعوّذتين - بكسر الواو - وأخبره بموضع السحر وبمن سحره وبم سحره فأرسل عليّا وعمّارا فنزحوا ماء البئر فكأنّه نقاعة الحنّاء ثمّ رفعوا الصخرة الَّتي توضع في أسفل البئر فأخرجوا من تحتها الأسنان ومعها وتر قد عقد فيه عشر عقدة مغرزة بالإبر فجاؤوا بها النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله فجعل يقرء المعوّذتين عليها فكان كلَّما قرأ آية انحلَّت عقدة ووجد حتّى انحلَّت عقدة الأخيرة عند تمام السورتين فقام صلَّى اللَّه عليه وآله كأنّما انشط من عقال وجعل جبرئيل يقول : بسم اللَّه أرقيك واللَّه يشفيك من كلّ شيء يؤذيك من عين وحاسد ، فلذا جوّزوا الاسترقاء بما كان من كلام اللَّه وكلام رسوله لا بما كان ممّا لا نفهمه من الهنديّة والعبرانيّة والسريانيّة فإنّه لا يجوز العمل به .
والحقّ في المسألة عند الإماميّة أنّ السحر لا يؤثّر في النبيّ ، وأمره بالاستعاذة من سحرهنّ لا يدلّ على تأثير السحر فيه وإنّما امر بالتعوّذ من السحرة لأنّهم يفعلون أشياء من النفع والضرّ وعامّة الناس يصدّقونهم فيعظم بذلك الضرر في الدين ويوهمون أنّهم يعلمون الغيب ولأجل هذا الضرر امر صلَّى اللَّه عليه وآله بالتعوّذ من شرّ أفعالهم .
وأمّا ما نقله المخالفون ليس بصحيح ، مجمع البحرين . قالت المعتزلة : وهذا لا يجوز لأنّ من وصف بأنّه مسحور مدخل عقله وقد أبى اللَّه ذلك في قوله : « 1 » « وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً » ولكن يمكن أن يكون اليهوديّ أو بناته - على ما روي - اجتهدوا في ذلك ولم يقدروا عليه وأطلع اللَّه نبيّه على ما فعلوه حتّى