قالت أمّ سلمة : بعد هذه كان رسول اللَّه لا يقوم ولا يقعد ولا يجيء ولا يذهب إلَّا قال : سبحان اللَّه وبحمده أستغفر اللَّه وأتوب إليه .
وقصّة فتح مكّة طويلة لا يسعها هذا المختصر والمجمل منها أنّه لمّا فتحها ودخل مكّة دخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنّون أنّ السيف لا يرفع عنهم فأتى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ووقف قائما على باب الكعبة فقال : لا إله إلَّا اللَّه وحده وحده ، أنجز وعده ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا إنّ كلّ مال ودم يدّعى هو تحت قدميّ هاتين إلَّا سدانة الكعبة وسقاية الحاجّ فإنّهما مردودتان إلى أهلهما ، ألا إنّ مكّة محرّمة بتحريم اللَّه لم تحلّ لأحد كان قبلي ولم تحلّ لي إلَّا ساعة من نهار وهي محرّمة إلى أن تقوم الساعة لا يقطع شجرها ولا ينفر صيدها ولا تحلّ لقطتها إلَّا لمنشد ثمّ قال صلَّى اللَّه عليه وآله ألا لبئس جيران كنتم لقد كذّبتم وطردتم وأخرجتم وآذيتم ثمّ ما رضيتم حتّى جئتموني في بلادي تقاتلوني فاذهبوا فأنتم الطلقاء ، فخرج القوم فكأنّما انشروا من القبور .
وكان يومئذ حول البيت ثلاثمائة وستّون صنما .
قيل : فجعل صلَّى اللَّه عليه وآله يطعنها بعود في يده ويقول : « جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان ذهوقا » وقال ابن عبّاس : إنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت من البيت وفيها صورة إبراهيم وإسماعيل وفي أيديهما الأزلام فقال صلَّى اللَّه عليه وآله : قاتلهم اللَّه أما واللَّه لقد علموا أنّهما لم يستقسما بالأزلام قطَّ . تمّت السورة بعون اللَّه