قيل : هو الشفاعة عن الصادق عليه السّلام . واللفظ يحتمل للكلّ فإنّه قد أعطاه اللَّه الخير الكثير .
* ( [ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ] ) * أمره سبحانه بالشكر على هذه النعمة العظيمة أي صلّ صلاة العيد لأنّها عقّبها بالنحر أي وانحر هديك واضحيّتك . وقيل : معناه فصلّ لربّك صلاة الغداة المفروضة بجمع والنحر البدن بمنى ، وقيل معناه صلّ لربّك الصلاة المكتوبة واستقبل القبلة بنحرك ، وتقول العرب : منازلنا تتناحر أي هذا ينحر هذا ويستقبله ، قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام : هو رفع يديك حذاء وجهك وروى عنه عبد اللَّه سنان مثله . وعن جميل قال قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام : فصلّ لربّك وانحر ؟
فقال بيده هكذا ، يعني استقبل ببدنه حذاء وجهه القبلة في افتتاح الصلاة .
وروي عن مقاتل بن حيّان عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال :
لمّا نزلت هذه السورة قال النبيّ لجبرئيل : ما هذه النحيرة الَّتي أمرني اللَّه بها ربّي ؟ قال :
يأمرك إذا تحرّمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبّرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت فإنّه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع فإنّ لكلّ شيء زينة وإنّ زينة الصلاة أن ترفع يديك عند كلّ تكبيرة قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله :
رفع الأيدي من الاستكانة ، قلت : وما الاستكانة ؟ قال : ألا تقرء هذه الآية « فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ » .
* ( [ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ] ) * شنأه أي أبغضه أي مبغضك هو الأبتر لبغضه لك والبتر يستعمل في قطع الذنب ، ثمّ استعمل في قطع العقب والمعنى أنّ الَّذي لا عقب له ولا عاقبة ولا حسن ذكر هو الأبتر وأمّا أنت فتبقى ذرّيّتك وحسن ذكرك وآثار فضلك إلى يوم القيامة كما قال سبحانه : « 1 » « وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ » وجعله صلَّى اللَّه عليه وآله أبا للمؤمنين فهم أعقابه إلى يوم القيامة وجعله خاتم الأنبياء وأعطاه القرآن الَّذي عجزوا عن الإتيان بمثله إلى آخر الدهر على وجازة ألفاظه ومنافع العمل بمعانيه . تمّت السورة بعون اللَّه .