بِسْمِ اللَّه ِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [ سورة الكوثر ( 108 ) : الآيات 1 إلى 3 ] بِسْمِ اللَّه ِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ( 1 ) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ( 2 ) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ( 3 ) السورة قيل : مكّيّة وقيل : مدنيّة .
نزلت السورة في العاص بن وائل السهميّ وذلك أنّه رأى رسول اللَّه يخرج من المسجد فالتقيا عند باب بني سهم وتحدّثا وأناس من صناديد قريش جلوس في المسجد فلمّا دخل العاص قالوا : من الَّذي كنت تتحدّت معه ؟ قال ذلك الأبتر وكان قد توفّي قبل ذلك عبد اللَّه بن رسول اللَّه وهو من خديجة وكانوا يسمّون من ليس له ابن أبتر فسمّته قريش عند موت ابنه صلَّى اللَّه عليه وآله أبتر ومبتور عن ابن عبّاس .
* ( [ إِنَّا ] ) * إنّ جار مجرى القسم في تأكيد الجملة * ( [ أَعْطَيْناكَ ] ) * بصيغة الماضي مع أنّ العطايا الاخرويّة وأكثر ما يكون في الدنيا لم يحصل بعد تحقيقا لوقوعها * ( [ الْكَوْثَرَ ] ) * أي الخير الكثير من العلم والعمل وفوعل من الكثرة كنوفل من النفل وجوهر من الجهر . قيل لأعرابيّة آب ابنها من السفر : بم آب ابنك ؟ قالت : آب بكوثر ، أي بالعدد الكثير من الخير .
وروي أنّه صلَّى اللَّه عليه وآله قرأها فقال : أتدرون ما الكوثر إنّه نهر في الجنّة وعدنيه ربّي ، فيه خير كثير أحلى من العسل وأشدّ بياضا من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد حافتاه الزبرجد وأوانيه الفضّة عدد نجوم السماء لا يظمأ من شرب منه أبدا أوّل وارد به فقراء المهاجرين الدنس الثياب الشعث الرؤس الَّذين لا يزوّجون المنعّمات ولا تفتح لهم أبواب السدد ، ويموت أحدهم وحاجته تبتلج في صدورهم ، لو أقسم على اللَّه لأبرّه . وعن أبي عبد اللَّه عليه السّلام أنّه قال : الكوثر نهر في الجنّة أعطاه نبيّه عوضا من ابنه . وقيل : الكوثر هو القرآن . وقيل : هو كثرة النسل والذرّيّة وقد ظهرت الكثرة في ولد فاطمة عليها السّلام ولا تحصى عددهم واتّصل إلى يوم القيامة . و