responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 228


فضربوه فلم يتحرّك وإذا وجّهوه إلى اليمن أو إلى غيره من الجهات هرول فأمر أبرهة أن يساق الفيل فثبت على أمره فبينما عبد المطَّلب يدعو التفت فإذا بطير فقال :
إنّها لطير غريبة لا نجديّة ولا تهاميّة وإنّ لها لشأنا ، سوداء صفر المناقير خضر الأعناق وعن عائشة كانت تلك الطير الأبابيل أشباه الخطاطيف والوطاويط ولها خراطيم الطير وأكفّ الكلاب وأنيابها وقيل : هي عنقاء مغرب ، وقيل : إنّها طير بين السماء ، وقيل : من طير السماء ، جاءت عشيّة ثمّ صبّحتهم ، مع كلّ طائر حجر في منقاره وحجران في رجليه أكبر من العدسة وأصغر من الحمّصة وعن ابن عبّاس أنّه رأى من تلك الأحجار عند امّ هانئ نحو قفيز مخطَّط بحمرة كالجذع . ثمّ أرسلت ريح فزادتها شدّة فكان الحجر تقع على رأس كلّ واحد من الجيش فيخرج من أسفله وينفذ من الفيل ومن بيضهم فيحرق الأرض وعلى كلّ حجر اسم من يقع عليه ، قال عكرمة : كلّ من أصابته الحجارة جدرته ففرّوا وهلكوا في كلّ طريق ومنهل ولم تصب منهم أحدا إلَّا هلك .
ثمّ لمّا استبطأ عبد المطَّلب مجيء القوم إلى مكّة ركب لينظر ما الخبر فوجدهم هلك منهم وفرّ الباقون وقد بقي أثاثهم وأموالهم فاحتمل ما شاء اللَّه من صفراء وبيضاء ثمّ أعلم أهل مكّة بهلاك القوم فخرجوا وانتهبوا .
وبالجملة لم يبق منهم أحد وقيل : أخذ أبرهة داء أسقط أنامله وأعضاءه ووصل إلى صنعاء وهو مثل فرخ وما مات حتّى انصدع صدره فملك اليمن ابنه مكسوم وانفلت وزير أبرهة وطائر يتخلَّف فوقه حتّى بلغ النجاشيّ فقصّ عليه القصّة فلمّا أتمّها وقع عليه الحجر فخرّ ميّتا بين يديه انتهى .
فلو قيل : إنّا شاهدنا وتحقّق عندنا أنّ بعض الناس فعلوا مثل فعل أبرهة وما وقع عليهم سوء كما وقع لأبرهة مثل الحجّاج ومثل القرامطة .
فالجواب أنّه لم تجر عادة اللَّه على من يعاديه أن يأخذه سريعا بل عادته أن يمهله لكن لا يهمله ، على أنّ مثل هذه الأمور خوارق العادات كان يقع في أيّام الأمم السالفة ، وأيضا إنّ الاستيصال وما يقرب منه مرفوع عن هذه الامّة وإن كان اشتدّ غضبه

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست