لا تحرقها بالكلَّيّة إذ لو احترقت لماتت أصحابها ثمّ إنّ اللَّه يعيد لحومهم وعظامهم مرّة أخرى وتخصيص الفؤاد بالذكر لما أنّه ألطف ما في الجسد وأشدّ تألَّما بأدنى أذى يمسّه ولأنّه محلّ العقائد الفاسدة والنيّات الخبيثة وهي خزانة الجسد وأستر من كلّ عضو فإذا كانت النار استولت عليه فبأن تستولي على سائر الجسد أولى .
* ( [ إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ] ) * من أوصدت الباب وآصدته أي أطبقته أي إنّ تلك النار مطبقة أبوابها عليهم تأكيدا ليأسهم من الخروج وتيقّنهم بحبس الأبد .
* ( [ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ] ) * أي حالكونهم موثوقين في أعمدة ممدودة مثل المقاطر الَّتي تقطر فيها اللصوص وأوتاد لشدّهم بها تفتح عليهم باب ولا يدخل لهم روح قال الكلبيّ :
« في عمد » مثل السواري ممدودة مطوّلة مربوطين بها كالشطار خشبة فيها خروق يدخل فيها أرجل المحابيس .
قال الطبرسيّ في المجمع : روى العيّاشي بإسناده عن محمّد بن النعمان الأحول عن حمران عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إن الكفّار والمشركين يعيّرون أهل التوحيد في النار ويقولون : ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا ونحن وأنتم سواء قال :
فيأنف لهم الربّ فيقول للملائكة : اشفعوا فيشفعون لمن شاء اللَّه ثمّ يقول للنبيّين :
اشفعوا فيشفعون لمن شاء اللَّه ، ثمّ يقول للمؤمنين : اشفعوا فيشفعون لمن شاء اللَّه ، ويقول اللَّه : أنا أرحم الراحمين اخرجوا برحمتي فيخرجون - أي أهل التوحيد - كما يخرج الفراش قال : ثمّ قال أبو جعفر : أطبقت على الكفّار وكان واللَّه الخلود للكفّار . تمّت السورة بعون اللَّه