* ( [ الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَه ُ ] ) * بدل من « كلّ » وصفه بجمع المال لأنّه جرى مجرى السبب للهمزة واللمزة من حيث إنّه أعجب بنفسه ممّا جمع من المال وظنّ أنّ أنّ كثرة المال سبب لعزّة المرء فلذا استنقص غيره . وتنكير « مالا » للتفخيم والتكثير الموافق لقوله : « وعدّده » أي أحصاه .
وقيل : معناه جعله عدّة له من نوائب الدهر فيكون من العدّة لا من العدد .
* ( [ يَحْسَبُ أَنَّ مالَه ُ أَخْلَدَه ُ ] ) * أي يظنّ أنّ ماله الَّذي جمعه يخلده في الدنيا ويمنعه من الموت فأخلده بمعنى يخلده وقوله : « يحسب » يدلّ على هذا المعنى المستقبل في أخلده وإنّما ظنّ ذلك مع أنّ الموت معلوم عند جميع الناس لأنّه يعمل عمل من يحسب له الخلود من تشييد البنيان وإيثاقه بالصخر والشيد وجري الأنهار وغرس الأشجار فالحسبان ليس بحقيقيّ بل محمول على التمثيل أو المعنى يحسب أنّ ماله يوصله إلى مقام الخلد .
* ( [ كَلَّا ] ) * ردع ومنع له عن ذلك الحسبان الباطل أو ردع له عن الهمز واللمز * ( [ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ] ) * جواب قسم مقدّر أي واللَّه ليطرحنّ ذلك الَّذي يظنّ هذا الهمّاز اللمّاز ، ويؤيّده قراءة من قرء « لينبذانّ » على التثنية ، في النار الَّتي من شأنها أن يحطم ويكسر كلّ ما يلقي فيها كما أنّه كان من شأنه كسر أعراض الناس وفاقا لأعمالهم .
* ( [ وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ ] ) * تهويل لأمرها ببيان أنّها ليست من الأمور الَّتي تنالها عقول الخلق * ( [ نارُ اللَّه ِ الْمُوقَدَةُ ] ) * أي هي نار أوقدتها يد القدرة وإضافة النار إليه تعالى لتفخيمها والدلالة على أنّها ليست كسائر النيران . في الحديث : أوقد عليها ألف سنة حتّى احمرّت ثمّ ألف حتّى ابيضّت ثمّ ألف سنة حتّى اسودّت فهي سوداء مظلمة . قال عليّ عليه السّلام : عجبا ممّن يعصي اللَّه على وجه الأرض والنار تسعر من تحته .
* ( [ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ] ) * أي تعلو أوساط القلوب وتغشاها فإنّ الفؤاد وسط القلب ومتّصل بالروح يعني إنّ تلك النار تحطم العظام وتأكل اللحوم فيدخل في أجواف أهل الشهوات والمعاصي وتصل إلى صدورهم وتستولي على أفئدتهم إلَّا أنّها