* ( [ فَوَقاهُمُ اللَّه ُ ] ) * بسبب خوفهم وتحفّظهم على القربات وقاهم شرّ ذلك اليوم الشديد . والخوف من اللَّه له فوائد عظيمة ، في الحديث « قال رجل وهو لم يعمل حسنة قطَّ ووصّى لأهله إذا متّ فحرّقوني ثمّ اذروا « 1 » نصفي في البرّ ونصفي في البحر فو اللَّه لئن قدر اللَّه عليّ ليعذّبني عذابا لا يعذّبه أحدا من العالمين فلمّا مات الرجل فعلوا ما أمرهم فأمر اللَّه البرّ فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ثمّ قال له : لم فعلت هذا ؟ قال : من خشيتك يا ربّ وأنت أعلم فغفر اللَّه له بسبب خشيته » وقوله :
« لئن قدر اللَّه » بالتخفيف من القدرة أي لئن تعلَّقت قدرته يوم البعث بعذاب جسمه ، ظنّ المسكين أنّه بالفناء على الوجه المذكور يلتحق بالمحال وقدرة اللَّه لا يتعلَّق بالمحال فلا يلزم منه الكفر .
* ( [ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ] ) * لقّيته كذا إذا استقبلته به أي أعطاهم بدل عبوس الفجّار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب .
* ( [ وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ] ) * أعطى كلّ واحد منهم بطريق الأجر والعوض بسبب صبرهم في اجتناب المحرّم وإيثار الأموال جنّة وبستانا يأكلون منها ما شاؤوا وحريرا يتزيّنون به ويلبسونه .
* ( [ مُتَّكِئِينَ فِيها ] ) * أي في الجنّة * ( [ عَلَى الأَرائِكِ ] ) * السرر في الحجال من الدرّ والياقوت موضونة بقضبان « 2 » الذهب وألوان الجواهر ، أي مستقرّين عليها .
* ( [ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً ] ) * حرّا ولا بردا كما يرون في الدنيا لأنّ الحرارة غالبة في أرض العرب والبرودة في أرض العجم والروم . والزمهرير شدّة البرد وازمهرّ النهار اشتدّت برده ، روي عن ابن عبّاس أنّه قال : فبينما أهل الجنّة إذ رأوا ضوءا كضوء الشمس وقد أشرقت الجنان فيقول أهل الجنّة يا رضوان قال اللَّه تعالى « لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً » فيقول لهم رضوان : ليست هذه بشمس ولا قمر ولكن هذه فاطمة وعليّ ضحكا ضحكا أشرقت الجنان من نور ضحكهما وفيهما أنزل