* ( [ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه ُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ُ ] ) * والمثقال مقدار الوزن ، والذرّة النملة الصغيرة أو ما يرى في شعاع الشمس من الهباء فمن يعمل مثقال ذرّة من الخير ير ثوابه وجزاءه ومن يعمل وزن ذرّة من الشرّ ير ما يستحقّ عليه من العقاب إذا كان ممّا لم يعفه اللَّه ، فإنّ التائب معفوّ عنه بلا خلاف وقيل : معناه فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا وهو كافر ير ثوابه وأجره في الدنيا في نفسه وولده وماله حتّى يخرج من الدنيا وليس له عند اللَّه خير ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا وهو مؤمن ير عقوبته في الدنيا في نفسه وأهله وماله حتّى يخرج من الدنيا وليس له عند اللَّه شرّ وعقوبة .
قال مقاتل : فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره يوم القيامة في كتابه يتفرّح به وكذلك من الشرّ يره في كتابه فيسوؤه ذلك ، قال : وكان أحدهم يستقلّ أن يعطي اليسير ويقول : إنّما نوجر على ما نعطي ونحن نحبّه وليس اليسير ممّا نحبّه وكان يقول أحدهم : إنّما وعد اللَّه النار على الكبائر ويتهاونون بالصغائر فأنزل اللَّه هذه الآية يرغَّبهم في القليل من الخير ويحذّرهم من اليسير عن الشرّ قال ابن عبّاس : إنّها أحكم آية في القرآن وسمّيت بالجامعة .
وعن أبي عثمان المازنيّ عن أبي عبيدة قال : قدم صعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق على رسول اللَّه في وفد من بني تميم فقال : بأبي أنت وامّي يا رسول اللَّه أوصني خيرا فقال : أوصيك بامّك وأبيك ودانيك قال : زدني قال صلَّى اللَّه عليه وآله : احفظ ما بين لحييك ورجليك الحديث .
وفي رواية أنّه سمع « فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره » فقال : حسبي ما أبالي لا أسمع من القرآن غير هذا . تمّت السورة بعون اللَّه