أن يجري نهرا خطَّ خطَّا فينبع الماء من ذلك الموضع فالتفجير في الآية سوق الماء حيث أرادوا الفناء في محبّة اللَّه وإطاعته يوجب الشرب من هذا الكأس بخلاف كأس النفسانيّة الشيطانيّة فإنّه يشرب الحميم وخبال « 1 » جهنّم وذلك لأهل الفسق في الدنيا وهي حرام . وفي الحديث « إذا تناول العبد كأس الخمر ناشده الإيمان باللَّه : لا تدخلها عليّ فإنّي لا أستقرّ أنا وهي في وعاء واحد فإن أبى العبد وشربها نفر الإيمان نفرة لا يعود إليه أربعين صباحا فإن تاب تاب اللَّه عليه ونقص من عقله شيء لا يعود إليه أبدا » .
* ( [ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ] ) * كأنّه قيل : ما ذا فعلوا حتّى ينالوا هذه الدرجة ؟ يوفون بما أوجبوه على أنفسهم فكيف بما أوجبه اللَّه عليهم من الصلاة والزكاة وغير هما ، والنذر إيجاب الفعل المباح على نفسه تعظيما للَّه مثل أن يقول : للَّه عليّ من الصدقة وغيرها إن شفي مريضي أو ردّ غائبي .
* ( [ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّه ُ مُسْتَطِيراً ] ) * أي كانوا في الدنيا يخافون اللَّه من مخالفته من يوم وهو يوم القيامة كان شرّه وعذابه فاشيا منتشرا في الأقطار غاية الانتشار ، واستطار الفجر انتشر وهو أبلغ من طار ، وأطلق الشرّ على أهوال القيامة بالنسبة إلى مستحقّيها وإنّ ليوم القيامة أمورا سارّة للمؤمنين كما أنّ للكافرين أمورا ضارة .
* ( [ وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّه ِ ] ) * قال ابن عبّاس : الضمير راجع إلى الطعام أي يطعمون على غاية شهوتهم وجوعهم وعلى أشدّ ما تكون حاجتهم إليه ، وصفهم بالأثرة على أنفسهم وقيل : الهاء كناية عن اللَّه أي على حبّ اللَّه * ( [ مِسْكِيناً ] ) * فقيرا عاجزا عن الكسب والدائم السكون إلى التراب * ( [ وَيَتِيماً ] ) * طفلا لا أب له * ( [ وَأَسِيراً ] ) * الأسر الشدّ بالقدّ « 2 » سمّي الأسير بذلك ثمّ يستعمل لكلّ مأخوذ مقيّد وإن لم يكن مشدودا بذلك والأسير كان يطلق على المأخوذ من دار الحرب من المشركين وقيل : هو المحبوس