responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 184


* ( [ خَلَقَ الإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ] ) * والتخصيص لخلق الإنسان بالذكر من بين سائر المخلوقات لاستقلاله ببدائع الصنع في خلقته أو تفخيم لشأنه صلَّى اللَّه عليه وآله إذ هو أشرفهم وعليه نزل القرآن وهو أوّل المأمور بقراءته « من علق » وهو الدم الجامد بعد النطفة إذ المراد جنس بني آدم والمراد بيان أطوار الخلقة الإنسانيّة ، إنّه تعالى خلق أصله من التراب أو الدم وهو في غاية من المهانة ثمّ بلغ به مبالغ الكمال مفرّغا في قالب الاعتدال حتّى صار بشرا سويّا مهيّأ للنطق وإدراك المعاني وانتقل من حال إلى حال حتّى استكمل إلى أن بلغ درجة النبوّة والرسالة وأظهر قدرته بإظهار ما بين حالتي الإنسان بداية ونهاية من التباين وإيراد كلمة العلق بلفظ الجنس والجمع ولم يقل : « علقة » لأنّ الإنسان في معنى الجمع لأنّ الألف واللام في الإنسان للاستغراق ولمراعاة الفواصل .
ولمّا كان الإنسان أقوم الدلائل الدالَّة على قدرته وعلمه تعالى وصف ذاته بذلك ، ولمّا كان أراد سبحانه أن يعترف المشركون بوحدانيّته لو قال لهم : « اقرأ باسم ربّك الَّذي لا شريك له » لأبوا أن يقبلوا منه ذلك فقدّم مقدّمة تلجئهم إلى الاعتراف فأمر رسوله أن يقول لهم : إنّهم خلقوا من العلقة ولا يمكنهم إنكار ذلك ولا يمكنهم أن ( ينسبوا ) ذلك الفعل إلى الوثن لأنّهم هم نحتوه فبهذا التدريج إذا تأمّلوا عرفوا أنّه تعالى هو المستحقّ للثناء دون الأوثان لأنّ الإلهيّة موقوفة على الخالقيّة ومن لا يخلق شيئا كيف يكون إلها مستحقّا للعبادة ؟ على أنّها هي مخلوقة .
* ( [ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ] ) * أي افعل ما أمرت به وكرّر الأمر بالقراءة قيل :
لأنّه أمره في الأمر الأوّل بالقراءة لنفسه وفي الثاني بالقراءة للتبليغ فحينئذ ليس بتكرار وقيل : التكرار للتأكيد وتمهيدا لما يعقّبه من قوله : « وربّك الأكرم » فإنّه كلام مستأنف وارد لإزاحة عذره صلَّى اللَّه عليه وآله : « ما أنا بقارئ » حين أمره جبرئيل بالقراءة يريد صلَّى اللَّه عليه وآله أنّ القراءة شأن من يكتب ويقرء وأنا امّي فقيل له : وربّك الَّذي أمرك بالقراءة مبتدئا باسمه وهو الأكرم والزائد الكرم على كلّ كريم .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست