بألقاب عالية شريفة .
* ( [ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ] ) * كان المشركون يعيّرون رسول اللَّه والمؤمنين بالفقر والضيقة وكان المؤمنون في الشدّة فوعده سبحانه بتيسير كلّ عسير له . واللَّام للاستغراق وفي كلمة « مع » إشعار بغاية سرعة مجيء اليسر كأنّه مقارن للعسر وفي تعريف العسر وتنكير اليسر إشارة إلى أنّ اليسر غالب على العسر على أنّه سبقت الرحمة الغضب والعسر قد يكون في الغالب جلاء لقلوب الأكابر وتوسعة لاستعدادهم ومقامهم كما قيل : أشدّ الناس بلاء الأنبياء ثمّ الأولياء ثمّ الأولياء ثمّ الأمثل فالأمثل .
* ( [ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ] ) * تكرير للتأكيد روي عن عطا عن ابن عبّاس قال :
يقول اللَّه : خلقت عسرا واحدا وخلقت يسرين فلن يغلب عسر يسرين . قال الفرّاء :
إنّ العرب تقول إذا ذكرت نكرة ثمّ أعدتها مثلها صارتا اثنتين كقولك : « إذا كسبت درهما فأنفق درهما » فالثاني غير الأوّل وإذا أعدتها معرفة فهي كقولك : « إذا اكتسبت درهما فأنفق الدرهم » فالثاني هو الأوّل .
* ( [ فَإِذا فَرَغْتَ ] ) * من التبليغ أو من المصالح اللازمة في أشغالك * ( [ فَانْصَبْ ] ) * إلى ربّك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك ، ومعنى انصب أي لا تشتغل بالراحة وألزم نفسك النصب والتعب في العبادة .
وقيل : المعنى فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربّك في الدعاء والمسألة وهذا المعنى عن مجاهد والضحّاك وقتادة وهو المرويّ عن أبي جعفر عليه السّلام وقال الصادق عليه السّلام : هو الدعاء في دبر الصلاة وأنت جالس .
وقيل : معناه إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل عن ابن عبّاس وابن مسعود .
وقيل : فإذا فرغت من جهاد أعدائك فانصب بالعبادة للَّه .
وقيل : فإذا فرغت من أداء الرسالة فانصب لطلب الشفاعة .
وقيل : إذا صححت فاجعل صحّتك وفراغك نصبا في العبادة .
وقيل : إذا فرغت من تلقّي الوحي فانصب في تبليغه . وينبغي للمرء أن لا