responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 166


تربيته وآواه اللَّه بأن سخّر له أوّلا جدّه عبد المطَّلب ثمّ ربّاه وآواه أبو طالب ولمّا مات جدّه عبد المطَّلب كان عمره الشريف ثمان سنين وسلَّمه جدّه إلى أبي طالب لأنّه كان أخا عبد اللَّه لأمّه . قال الصادق عليه السّلام : أوتم النبيّ عن أبويه لئلَّا يكون لمخلوق أمر عليه فآواه أبو طالب إلى أن بعثه اللَّه للنبوّة فقام ينصره مدّة مديدة ثمّ توفّي أبو طالب عليه السّلام فنال المشركون منه صلَّى اللَّه عليه وآله ما لم ينالوا في زمان أبي طالب وآذوه ، وقد جعله اللَّه يتيما لئلَّا يسبق على قلب بشر أنّ الَّذي نال من العزّ والشرف والاستيلاء ما كان عن تظاهر نسب أو توارث مال أو نحو ذلك .
* ( [ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ] ) * معنى الضلال فقدان الشرائع والأحكام الَّتي لا يهتدي إليها العقول بل طريقها السماع نظير قوله : « 1 » « ما كنت تدري ما الكتاب » وإليه يؤوب معنى الغيبة فإنّ « ضلّ » بمعنى « غاب » أي غير مهتد إلى النبوّة فمعنى الضلال على هذا هو الذهاب عن العلم مثل قوله : « أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الأُخْرى » « 2 » .
وقيل : المعنى وجدك متحيّرا في وجوه معاشك فهداك إلى وجوه معاشك فإنّ الرجل إذا لم يهتد طريق تكسّبه ووجه معيشته يقال : إنّه ضالّ لا يدري أين يذهب .
وقيل والقائل ابن عبّاس : إنّ النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله ضلّ في شعاب مكّة حال صباه وكان عبد المطَّلب يطلبه وهو يقول متعلَّقا بأستار الكعبة :
يا ربّ فاردد ولدي محمّدا واردد إليّ واصطنع عندي يدا فوجده أبو جهل فردّه إلى عبد المطَّلب فمنّ اللَّه عليه حيث خلَّصه على يدي عدوّه فكان نظير موسى عليه السّلام حين التقط فرعون تابوته ليكون له عدوّا وحزنا ، فهداك إلى النبوّة والحكمة وعلَّمك ما لم تكن تعلم ، ووفّقه للنظر الصحيح بحيث لم يعبد صنما قطَّ ولم يكذب ولم يخن بأمانة ولم يأت بفاحشة .


( 1 ) سورة الشورى : 52 . ( 2 ) سورة البقرة : 282 .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست