وهي ملَّة الإسلام * ( [ فَسَنُيَسِّرُه ُ لِلْيُسْرى ] ) * واليسرى تأنيث الأيسر أي سنهوّن عليه الطاعة ونهيّئه ونوفّقه للطريق الأسهل حتّى يقوم بوظائف العبادة بجدّ وطيب نفس .
* ( [ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ ] ) * بما له فلم يبذله في سبيل اللَّه والخير * ( [ وَاسْتَغْنى ] ) * زهد ولم يرغب فيما عنده كأنّه مستغن عنه واستغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة * ( [ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ] ) * وقد ذكر معاني الحسنى قبيل هذا * ( [ فَسَنُيَسِّرُه ُ لِلْعُسْرى ] ) * أي لا يريد شيئا من المال والشرّ إلَّا يسّره اللَّه له وذلك التيسير تسبّب من سوء اختياره وقبوله أو المراد من العسر العذاب ودخول النار ، والسين في الآية للدلالة على الجزاء الموعود بمقابلة الطاعة والمعصية وهو أمر متراخ منتظر .
* ( [ وَما يُغْنِي عَنْه ُ مالُه ُ ] ) * أي أيّ شيء يغني عنه ماله الَّذي يبخل به والاستفهام للإنكار * ( [ إِذا تَرَدَّى ] ) * هلك ومات والردى كالعصا وهو الهلاك وتردّى سقط في الحفرة إذا قبر أو تردّى في قعر جهنّم البالغة . وحاصل المعنى أنّه إذا تردّى وتصدّى لمخالفتنا أيّ شيء له يخلَّصه من غضبنا .
* ( [ إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ] ) * أي إنّ حكمتنا تقتضي أن نبيّن لهم طريق الهدى حيث خلقناهم للعبادة * ( [ وَإِنَّ لَنا لَلآخِرَةَ وَالأُولى ] ) * أي التصرّف الكلَّي فيهما كيف ما نشاء من الأفعال الَّتي من جملتها ما وعدنا من اليسر لليسرى والعسرى .
* ( [ فَأَنْذَرْتُكُمْ ] ) * خوّفتكم يا أهل مكّة والمكلَّفين بالقرآن * ( [ ناراً تَلَظَّى ] ) * وتتلهّب والتعبير بالمستقبل دوام التلظَّي بالفعل الاستمراريّ * ( [ لا يَصْلاها ] ) * صليا لازما ولا يقاسي حرّها * ( [ إِلَّا الأَشْقَى ] ) * الزائد في الشقاوة وهو الكافر فإنّه أشقى من الفاسق وقيل :
المراد من الأشقى الشقيّ والعرب تسمّي الفاعل أفعل في كثير من كلامهم منه قوله تعالى « 1 » : « وأنتم الأعلون » وقوله : « 2 » « واتّبعك الأرذلون » والفاسق لا يصلاها صليا لازما أبديّا وقد صرّح به قوله : * ( [ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ] ) * وليس المكذّب إلَّا الكافر .