خائب ومحروم . وأصل دسّى دسّس من التدسيس كتفضّى أصله التفضّض ، واجتماع الأمثال لمّا أوجب الثقل قلبت السين الأخيرة ياء . قال الراغب : الدسّ إدخال الشيء في الشيء والمراد بالنفس في الآية الَّذات والحقيقة الجمعيّة الإنسانيّة .
* ( [ كَذَّبَتْ ثَمُودُ ] ) * المراد القبيلة * ( [ بِطَغْواها ] ) * الباء للسببيّة والطغوى بالفتح مصدر بمعنى الطغيان قال الزمخشري في الكشّاف : الطغوى من الطغيان ، فصّلوا بين الاسم والصفة في « فعلى » من بنات الياء بأن قلَّبوا الياء واوا في الاسم وتركوا القلب في الصفة ومعنى الآية أي فعلت قبيلة ثمود التكذيب بسبب طغيانها .
* ( [ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها ] ) * منصوب بكذّبت أو بالطغوى أي حين قام أشقى ثمود وهو قدار بن سالف امتثالا لأمر من بعثه . وانبعث مطاوع لبعث والانبعاث الإسراع في الطاعة للباعث وصيغة أفعل التفضيل إذا أضيف يصلح للواحد والمتعدّد والمذكّر والمؤنّث .
* ( [ فَقالَ لَهُمْ ] ) * لثمود : * ( [ رَسُولُ اللَّه ِ ] ) * لمّا علم ما عزموا عليه وهو صالح بن عبيد بن جابر بن ثمود بن عوص بن إرم ، عبّر عنه بعنوان الرسالة إيذانا بوجوب طاعة الرسول وبيانا لتماديهم في الطغيان * ( [ ناقَةَ اللَّه ِ ] ) * منصوب على التحذير وإن لم يكن من الصور الَّتي يجب فيها حذف العامل . والإضافة للتشريف مثل بيت اللَّه ، أي ذروا ناقة اللَّه الدالَّة على كمال قدرته وعلى نبوّتي واحذروا عقرها * ( [ وَسُقْياها ] ) * أي شربها ونصيبها من الماء ولا تطردوها عن الماء في نوبتها وكان لها شرب يوم معلوم ولهم ولمواشيهم شرب يوم آخر وكانوا يستضرّون بذلك في مواشيهم فهمّوا بعقرها .
* ( [ فَكَذَّبُوه ُ ] ) * أي رسول اللَّه في وعيده حين قال لهم : « 1 » « وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ » * ( [ فَعَقَرُوها ] ) * والجمع على تقدير وحدته لرضى الكلّ بفعله والعاقر قدار وامّه قديرة وصاحبه الَّذي شاركه اسمه مصدح .
وفي الحديث قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله : لعليّ يا عليّ أتدري من أشقى الأوّلين ؟ قال :
اللَّه أعلم ورسوله قال : عاقر الناقة وأشقى الآخرين قاتلك يا عليّ الَّذي يضربك على