responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 156


الشمس بحيلولة الأرض بيننا وبينها واقعا في الليل صار الليل كأنّه حجبها وغشاها فأسند التغشية إلى الليل لذلك ، والواو الأولى في قوله : « والشمس » هي الَّتي للقسم وسائر الواوات في ما بعدها عطف عليها إلى قوله تعالى : « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها » وهو جواب القسم واختيار صيغة المضارع هنا على الماضي للدلالة على أنّه لا تجري عليه تعالى زمان فالمستقبل عنده كالماضي ولمراعاة الفواصل فلا يلزم تعدّد القسم مع وحدة الجواب إذا كانت الواوات عاطفة .
* ( [ وَالسَّماءِ وَما بَناها ] ) * أي ومن بناها في غاية العلوّ والعظمة وهو اللَّه وإيثار « ما » على « من » لإرادة الوصفيّة تعجيبا كأنّه قيل : والقادر العظيم الَّذي بناها وكذا القول في * ( [ وَالأَرْضِ وَما طَحاها ] ) * ولكنّ الأظهر أنّ « ما » مصدريّة ومعناها والسماء وبنائها والأرض وطحوها أي تسطيحها وبسطها ليتمكّن الخلق التصرّف فيها والانتفاع منها والطحو الدحو ، وإبدال الطاء من الدال جائز .
* ( [ وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ] ) * أي ومن أنشأها وأبدعها مستعدّة لكمالاتها أو المعنى ونفس وتسويتها ، بناء على أنّ « ما » مصدريّة والتنكير للتكثير أو للتفخيم على أنّ المراد نفس آدم عليه السّلام ولكنّ التكثير أنسب من أن يكون للتعظيم .
* ( [ فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ] ) * الفاء للتعقيب والإلهام إلقاء الشيء من الروع والخاطر والتهام الشيء ابتلاعه ، والفجور شقّ ستر الديانة ، قدّم على التقوى لمراعاة الفواصل أو لشدّة الاهتمام بنفيه لأنّه إذا انتفى الفجور وجدت التقوى والمعنى أفهم النفس إيّاهما وعرّفها حالهما من الحسن والقبح وإلهام الفجور لتجنّبه لا لتعمل به وتقوا لها لتعمل به وهذه الآية مثل قوله : « وهديناه النجدين » أي بيّنّا الطريقين وألهمنا الأمرين فحاصل المعنى أنّه سبحانه عرّفها الفجور والتقوى وزهّدها في الفجور بأحكام المنع ورغَّبها في التقوى بأوامر الفعل .
* ( [ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ] ) * على هذا وقع القسم أي قد أفلح من زكّى نفسه وأصلحها بطاعة اللَّه * ( [ وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ] ) * وحرم وخسر ولم ينل ما طلب من دسّاها وأدخلها في المعاصي وأرسلها في المشتهيات الطبيعيّة ومن دسّ نفسه في أهل الخير وليس منهم فهو

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست