أمامكم عقبة كؤودة لا يجوزها المثقلون وأنا أريد أن اخفّف عنكم لتلك العقبة » قال ابن عبّاس : العقبة هي النار .
وقيل : إنّها الصراط يضرب على جهنّم كحدّ السيف مسيرة ثلاثة آلاف سهلا وصعودا وهبوطا وإنّ بجنبيه كلاليب وخطاطيف كأنّها شوك السعدان فمن بين سالم وناج ومخدوش ومكدوش عليه ومنكوس في النار فمن الناس من عبر كالبرق الخاطف ومنهم من عبر عليه كالريح العاصف ومنهم عبر عليه كالفارس ومنهم كالراجل يعدو ومنهم من يسير ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يكردس في النار ومنهم كما بين صلاة العصر إلى العشاء .
جاء في الحديث أنّه جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله فقال : علَّمني عملا يدخلني الجنّة قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « عتق النسمة وفكّ الرقبة ( قال الأعرابيّ : أوليس عتق النسمة وفكّ الرقبة واحدة ؟ قال صلَّى اللَّه عليه وآله : عتق النسمة أن تنفرد بعتقها وفكّ الرقبة أن تعين بثمنها ) والفيء على ذي الرحم الظالم ، فإن لم يكن ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكفّ لسانك إلَّا من خير » .
* ( [ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ] ) * أي ذي مجاعة ومسغبة بتقديم الغين على الباء ومقربة مصدر ميميّ وقيّد الإطعام بيوم المجاعة لأنّ إخراج المال في ذلك الوقت أوجب للأجر وأثقل على النفس وأنفع الناس * ( [ يَتِيماً ] ) * مفعول إطعام * ( [ ذا مَقْرَبَةٍ ] ) * من قرابة النسب ويمكن أن يلحق به قرب الجوار * ( [ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ] ) * أي صاحب فقر كأنّه لصق بالتراب من ضرّه وفقره مأواه المقابر والمزابل وقيل : معناه الغريب أي البعيد التربة ليس من أهل أرضك .
* ( [ ثُمَّ كانَ ] ) * هذا المطعم والمعتق * ( [ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ] ) * أي بشرط أن يكون المعتق والمنفق من المؤمنين باللَّه وبرسوله لا من الَّذين يهلك ما له رياء وفخارا وسمعة ولم يؤمن باللَّه وإلَّا فيكون مثله كمثل ريح فيها صرّ أصابت حرث قوم ، بل يكون من الَّذين استقاموا على إيمانهم * ( [ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ] ) * على مشقّة أداء فرائض اللَّه والصبر