* ( [ إِنَّ الأَبْرارَ ] ) * جمع برّ مثل ربّ وأرباب أو جمع بارّ مثل شاهد وأشهاد وهو من يبرّ خالقه ويطيعه كمال الإطاعة ، قيل : البرّ من لا يؤذي الذرّ ولا يضمر الشرّ :
ولا تؤذ غلا إن أردت كمالكا فإنّ لها نفسا تطيب كمالكا وبرّ العبد ربّه أي توسّع في طاعته ، والبرّ خلاف البحر وتصوّر منه التوسّع فاشتقّ منه البرّ أي التوسّع في فعل الخير .
وقد روى الخاصّة وجماعة من العامّة أن هذه الآية « إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ » إلى قوله : « وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً » نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام وجارية لهم تسمّى فضّة وهو المرويّ عن ابن عبّاس ومجاهد وأبي صالح وذلك أنّهم قالوا : مرض الحسن والحسين عليهما السّلام فعاودهما جدّهما ووجوه العرب وقالوا :
يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا ، فنذر صوم ثلاثة أيّام إن شفاهم اللَّه ونذرت فاطمة عليها السّلام كذلك وكذلك فضّة فبرئا وليس عندهم شيء فاستقرض عليّ عليه السّلام ثلاثة أصوع من شعير من يهوديّ وقيل : إنّه أخذ ليغزل له صوفا وجاء به إلى فاطمة عليها السّلام فطحنت صاعا منها فاختبزته وصلَّى عليّ عليه السّلام المغرب وقرّبته إليهم فأتاهم مسكين يدعو لهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا إلَّا الماء فلمّا كان اليوم الثاني أخذت صاعا فطحنته وخبزته وقدّمته إلى عليّ عليه السّلام فإذا بيتيم في الباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا إلَّا الماء فلمّا كان اليوم الثالث عمدت إلى الباقي فطحنته وخبزته وقدّمته إلى عليّ عليه السّلام فإذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا إلَّا الماء فلمّا كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم أتى عليّ عليه السّلام ومعه الحسن والحسين عليهما السّلام إلى النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وبهما ضعف فبكى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ونزل جبرئيل بسورة هل أتى .
وفي رواية عطا عن ابن عبّاس أنّ عليّا عليه السّلام آجر نفسه ليسقي نخلا بشيء من شعير ليلة حتّى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة ، فلمّا تمّ إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الحريرة ، ثمّ الليلة الثانية