اختلاف ألوان النطفة فنطفة الرجل بيضاء وحمراء ونطفة المرأة خضراء وصفراء فهي مختلفة الألوان ، وقيل : نطفة مشجت وخلطت بدم الحيض فإذا حبلت ارتفع الحيض وكما أنّ آدم أبوهم نفخ فيه الروح بعد مائة وعشرين سنة كذلك أولاده ينفخ فيهم الروح بعد مضيّ مائة وأربعين يوما وما كان سنين في آدم كان أيّاما في أولاده .
* ( [ نَبْتَلِيه ِ ] ) * حال من فاعل « خلقنا » أي مريدين اختباره وابتلاءه ليظهر أحوال بعضهم عن بعض من القبول والردّ من السعادة والشقاوة * ( [ فَجَعَلْناه ُ سَمِيعاً بَصِيراً ] ) * ليتمكّن من استماع الآيات التنزيليّة ومشاهدة الآيات التكوينيّة فهو كالمسبّب عن إرادته فأعطيناه ما يصحّ معه التكليف وهو السمع والبصر وسائر آلات التمييز وموجبات معرفة التكليف .
* ( [ إِنَّا هَدَيْناه ُ السَّبِيلَ ] ) * وبيّنّا له الطريق وأزحنا عنه العلَّة حتّى يتمكّن من أداء ما هو عليه وهو أدلَّة العقل والشرع الَّتي يعمّ جميع المكلَّفين * ( [ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ] ) * ليختار إمّا السعادة وإمّا الشقاوة ، إمّا يقبل بحسن اختياره الشكر للَّه ويعترف بنعمه ويقوم بالواجب عليه وإمّا أن يكفر ويجحد نعمه فيكون ضالًّا عن الصواب ، فأيّهما اختار جوزي عليه و « شاكِراً » و « كَفُوراً » حالان من مفعول « هَدَيْناه ُ » وقرأ أبو السماك بفتح الهمزة في « إمّا » وهي قراءة حسنة والمعنى : أمّا كونه شاكرا فبتوفيقنا وأمّا كونه كفورا فبسوء اختياره .
* ( [ إِنَّا أَعْتَدْنا ] ) * في الآخرة وهيّأنا ، فإنّ الاعتداد إعداد الشيء حتّى يكون عتيدا حاضرا متى احتيج إليه * ( [ لِلْكافِرِينَ ] ) * من أفراد الإنسان الَّذي هديناه السبيل * ( [ سَلاسِلَ ] ) * بها يقادون إلى جهنّم ، وتسلسل الشيء اضطرب ، كأنّه تصوّر منه تسلسل والسلسلة بالفتح اتّصال الشيء بالشيء وبالكسر دائرة من حديد ونحوه * ( [ وَأَغْلالًا ] ) * بها يقيّدون إهانة وتعذيبا لا خوفا من الفرار جمع « غلّ » بالضم وهو ما تطوّق به الرقبة للتعذيب * ( [ وَسَعِيراً ] ) * نارا بها يحرقون وهذا حال الكافرين باللَّه والمشغولين عن الحقّ بسلاسل التعلَّقات الشهويّة من حبّ الدنيا ولذّاتها المحرّمة وعدم انقيادهم للعبوديّة . وأمّا الشاكرين فشرع سبحانه في بيان حالهم بقوله :