responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 148


النبيّ الشريف فيها فما لا شرف فيه يحصل له شرف بشرف المكين وما فيه شرف ذاتيّ يحصل له بشرف شرف زائد وقد سمّى صلَّى اللَّه عليه وآله المدينة طابة لأنّها طابت به وبمكانه .
* ( [ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ] ) * والمراد من الوالد إبراهيم وما ولد إسماعيل أو محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله فحينئذ تتضمّن السورة القسم بالنبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله في موضعين أو المراد آدم وذرّيّته وقيل :
« الوالد » هو النبيّ « وما ولد » امّته المرحومة لقوله صلَّى اللَّه عليه وآله : « إنّما أنا لكم مثل الوالد أعلَّمكم أمر دينكم وما يصلح شأنكم » ولقوله صلَّى اللَّه عليه وآله : « أنا وعليّ أبوا هذه الأمّة » واموميّة الأزواج المطهّرة تقتضي ابوّته صلَّى اللَّه عليه وآله إذ كلّ من كان سببا لإيجاد شيء أو ظهوره يسمّى أبا وقد قال صلَّى اللَّه عليه وآله : « أنا من اللَّه والمؤمنون من فيض نوري » وقيل : يعنى بالآية كلّ والد وولده وقيل : يعني ووالد من لو ولد له يعني العاقر فيكون « ما » نافية والتقدير وما ولد فحذف ماء الأولى الَّتي تكون موصولة .
* ( [ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ فِي كَبَدٍ ] ) * أي نصب وشدّة وقوله : « خلقنا الإنسان » جواب للقسم ومن هذا المعنى اشتقّت المكابدة بمعنى مقاساة الشدّة و « في كبد » حال من الإنسان بمعنى « مكابدا » وحرف في واللَّام متقاربان تقول : إنّما أنت للعناء والنصب وإنّما أنت في العناء والنصب فابن آدم يكابد من البلايا ما لا يكابده غيره من مصائب الدنيا وشدائد الآخرة ، والكبد في اللَّغة شدّة الأمر ومنه تكبّد اللبن إذا غلظ واشتدّ ومنه الكبد لأنّه دم يغلظ ويشتدّ وتكبّد الدم إذا صار كالكبد .
وبالجملة فالإنسان يقاسي فنون الشدائد مبدؤها ظلمة الرحم ومضيقة ومنتهاه الموت وأوّل ما يتولَّد فهو في النصب والعناء من قطع سرّته والتفافه بخرقة يحتوي الأعضاء وألم الختان ومكابدة المعلَّم وصولته والأستاذ وهيبته ثمّ التزوّج ومكابدته للمعاش والأولاد والمنزل والنزل والكبر والهرم ومصائب كثيرة لا يمكن تعدادها كالصداع والأوجاع والأضراس ورقد العين وهمّ الدين وشدائد التكاليف كالشكر على السرّاء والصبر على الضرّاء وأداء العبادات كالصوم والصلاة والزكاة والحجّ والجهاد ثمّ شدّة الموت وسؤال الملك وظلمة القبر والبعث والعرض على الملك المحاسب

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 12  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست