* ( [ فَيَوْمَئِذٍ ] ) * أي يوم إذ يكون ما ذكر من الأحوال * ( [ لا يُعَذِّبُ عَذابَه ُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَه ُ أَحَدٌ ] ) * الهاء في « عذابه » راجع إلى اللَّه والعذاب بمعنى التعذيب وكذا الوثاق بالفتح بمعنى الإيثاق وهو الشدّ بالوثاق والوثاق ما يشدّ به من الحديد والحبل ونحوه والمعنى لا يتولَّى عذاب اللَّه ووثاقة أحد سواه إذا الأمر كلَّه له ويجوز أن يكون الهاء للإنسان أي لا يعذّب أحد من الزبانية مثل ما يعذّبونه وقرأهما الكسائي ويعقوب على البناء للمفعول قال الزمخشريّ : هي قراءة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله .
وبالجملة قال بعض أهل التفسير : معنى الآية لا يعذّب عذاب اللَّه ولا يوثق إيثاق اللَّه أحد من الخلق وأمّا القراءة بفتح العين في « يعذّب ويوثق » فالمعنى لا يعذّب أحد من عصاة المؤمنين تعذيب هذا الكافر وهو الَّذي ذكر في قوله : « لا تكرمون اليتيم » الآيات ، وعلى هذا المعنى وإن اطلق لكنّ الأولى أن يكون المراد التقييد لأنّا لا نعلم أنّ إبليس أشدّ عذابا منه وقيل : معنى الآية إنّه لا يعذّب أحد غيره بعذابه لأنّه المستحقّ بعذاب نفسه ولا يؤاخذ اللَّه أحدا بكسب غيره .
* ( [ يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ] ) * لمّا ذكر سبحانه شقاوة النفس الأمّارة شرع في بيان أحوال النفس المطمئنّة واطمينان السكون والوصول إلى اليقين والمعرفة وفي قوله « 1 » :
« ألا بذكر اللَّه تطمئنّ القلوب » تنبيه على أنّ الإكثار من العبادة من موجبات اطمينان النفس ومن كان متمكّنا في مقام الترقّي تخلَّص من التنزّل إلى مقام النفس الأمّارة وتخلَّى عن صفاتها الذميمة وتحلَّى بالأخلاق الحميدة .
* ( [ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ ] ) * وإلى ما وعد لك من الزلفى والكرامة * ( [ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ] ) * بما أوتيت من النعيم الدائم مرضيّة عند اللَّه * ( [ فَادْخُلِي فِي عِبادِي ] ) * في زمرة الصالحين المختصّين بي * ( [ وَادْخُلِي جَنَّتِي ] ) * معهم ، والدخول في زمرة الخواصّ هي السعادة الروحانيّة .
تمّت السورة بعون اللَّه .