* ( [ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ] ) * قال ابن مسعود : تقاد جهنّم بسبعين ألف زمام معه سبعون ألف ملك يجرّونها حتّى تنصب على يسار العرش لها تغيّظ وزفير فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ويجثو كلّ نبيّ ووليّ من الهول والهيبة على ركبته ويقول : نفسي نفسي حتّى يعترض لها رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ويقول : أمّتي أمّتي فتقول النار : مالي ومالك يا محمّد ؟ لقد حرّم اللَّه لحمك عليّ .
وتأوّل بعض المتأوّلين بأنّ المراد من مجيء جهنّم عبارة عن إظهارها حتّى يراها الخلق مع ثباتها في مكانها وحملوا الجرّ في الحديث في قوله : « يجرّونها حتّى تنصب » مباشرة أسباب ظهورها ، أو المراد بمجيء جهنّم مجيء صورتها المثاليّة وهذا القول منهم ليس بصحيح ولا حاجة إلى الحمل في الكلام على التجوّز فإنّ اللَّه قادر على كلّ شيء وليس هذا الأمر ببدع في مقام القدرة ، والأرض يومئذ أوسع شيء فهي تسع جهنّم وأهل المحشر جميعا فما الداعي إلى حمل معنى المجيء بصورتها المثاليّة .
* ( [ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسانُ ] ) * بدل من « إذا دكّت » والعامل فيها قوله : « يتذكّر الإنسان » أي يتذكّر ما فرط فيه بتفاصيله فيبرز كلّ من الحسنات والسيئات ممّا يناسبها ، والأعمال تتجسّم في النشأة الآخرة ويقبل التذكير ويتّعظ الَّذي بلغه في الدنيا وما كان يتّعظ منه ولم يقبله فيقول « 1 » : « يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا » ولكن لا فائدة هناك من القبول والتذكّر .
* ( [ وَأَنَّى لَه ُ الذِّكْرى ] ) * إنكار لفائدة تذكّره لأنّه وقع في وقت لا ينفعه وفات زمانه فحينئذ هذا التذكّر والندم عار عن الجدوى و « أنّى » خبر مقدّم للذكرى أي ومن أين له الذكرى ونفعه .
* ( [ يَقُولُ يا لَيْتَنِي ] ) * أي يا أيّها الحاضرون ليتني * ( [ قَدَّمْتُ لِحَياتِي ] ) * كأنّه قيل :
ماذا يقول عند تذكّره ؟ فقيل يقول : يا ليتني عملت لأجل حياتي هذه أعمالا صالحة أنتفع بها اليوم وقدّمت عملا ينجيني من العذاب .