* ( [ وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا ] ) * قال مقاتل : كان قدامة بن مظعون يتيما في حجر اميّة بن خلف فكان يدفعه عن حقّه فنزلت . والتراث أصله « وراث » قلبت واوه تاء مثل تجاه أصله وجاه ، أي تأكلون الميراث أكلا مجموعا بين الحلال والحرام فإنّهم كانوا لا يورّثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم أو المعنى أنّهم يأكلون ما جمعه المورّث من حلال وحرام ومشتبه عالمين بذلك ولا يبالون وقيل : المراد أموال اليتامى ولم يرد الميراث الحلال لأنّه لا يلام عليه ، وأكلا لمّا يعنى تلمّون جميعه نصيبكم ونصيب غيركم وتأكلونه .
* ( [ وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا ] ) * كثيرا مع حرص وشره ومنع حقوق يقال :
جمّ الماء في الحوض إذا اجتمع فيه وكثر .
* ( [ كَلَّا ] ) * ردع وإنكار أن يكون الأمر كذلك في الحرص على الدنيا وعدم المبالاة في الحرام وترك المواساة منها وتوهّم أن لا حساب ولا جزاء وإيثار الحياة الفانية على الحياة الدائمة * ( [ إِذا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ] ) * تعليل للردع « الدكّ » الدّق والكسر وحطَّ المرتفع بالبسط ، ودكّا الثاني ليس تأكيدا للأوّل بل هو دكّ آخر سوى الأوّل والمعنى : إذا دكّت الأرض دكّا متتابعا وضرب بعضها ببعض حتّى انكسر وذهب كلّ ما على وجهها وزلزلت زلزلة بعد زلزلة وصارت هباء منثورا وهو عبارة عمّا عرض لها عند النفحة الثانية .
* ( [ وَجاءَ رَبُّكَ ] ) * أي أمر ربّك وآثار قهره وقضاؤه ، على حذف المضاف وقال بعض المحقّقين : المعنى وجاء ظهور ربّك الظهور المعرفة به ضرورة وظهور المعرفة بالشيء يقوم مقام ظهوره ورؤيته لأنّ المعارف باللَّه صار ذلك اليوم ضروريّة ويرتفع الشكّ كما يرتفع عند مجيء الشيء الَّذي كان يشكّ فيه ، جلّ وتقدّس عن المجيء والذهاب لأنّه ليس بجسم تعالى عن ذلك .
* ( [ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ] ) * أي يجيء الملائكة حالكونهم مصطفّين فإنّه ينزل يومئذ ملائكة كلّ سماء فيصطفّون سبع صفوف عدد السماوات السبع اصطفاف أهل الصلاة في الدنيا .