ضراعة أي ذلّ وضعف قال ابن عبّاس : الضريع في جهنّم شيء تشبه الشوك أمرّ من الصبر وأنتن من الجيفة وأشدّ حرّا من النار هذا طعام بعض أهل النار والزقّوم والغسلين لآخرين بحسب جزائهم وبه يرفع التعارض بين هذه الآية وبين آية « الحاقّة » وهي قوله « 1 » : « ولا طعام إلَّا من غسلين » .
* ( [ لا يُسْمِنُ ] ) * ذلك الضريع * ( [ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ] ) * كما هو عادة طعام الدنيا روي أنّه تعالى يسلَّط عليهم الجوع بحيث يضطرّون إلى أكل الضريع فإذا أكلوا يسلَّط عليهم العطش فينظرون إلى شرب الحميم فيشوي وجوههم ويقطع أمعاؤهم وتنكير الجوع للتحقير أي من جوع ما ، وكرّر النفي للتأكيد .
* ( [ وُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ ] ) * أي ذات بهجة وحسن وضياء مثل البدر أو متنعّمة في أنواع اللذائذ * ( [ لِسَعْيِها ] ) * في الدنيا * ( [ راضِيَةٌ ] ) * حين أعطيت الجنّة بعملها وراضية في مقابلة سعيها من الطاعات والعبادات في الدنيا فرضوا وحمدوا اللَّه .
كائنين * ( [ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ ] ) * مرتفعة القصور والدرجات * ( [ لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً ] ) * أنت أيّها المخاطب أو التاء تاء التأنيث لا الخطاب أي أصحاب الوجوه فيها أي في الجنّة « لاغية » كلمة ساقطة لا فائدة فيها أو ذات لغو كقولهم : نابل ودارع أي ذو نبل ودرع .
* ( [ فِيها ] ) * أي في تلك الجنّة * ( [ عَيْنٌ جارِيَةٌ ] ) * اسم جنس ولكل إنسان في قصره عيون كثيرة والتنوين للتكثير تجري مياهها على الدوام وهي أشدّ بياضا من اللبن وأحلى من العسل من شرب منها لا يظمأ بعدها أبدا ويذهب من قلبه جميع المكاره .
* ( [ فِيها سُرُرٌ ] ) * يجلسون عليها روي أنّه لكلّ واحد سبعمائة سرير على كلّ سرير حوريّة خلقها اللَّه له * ( [ مَرْفُوعَةٌ ] ) * رفيعة السمك أي عالية في الهواء على قوائم طوال فإنّ السمك هو الامتداد الآخذ من أسفل الشيء إلى أعلاه فيرى المؤمن إذا جلس عليها جميع ما أعطاه ربّه من النعيم الكثير في الجنّة والملك العظيم قال صلَّى اللَّه عليه وآله : « ارتفاعها كما بين