* ( [ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ] ) * ظرف لرجعه ، ولا يضرّ الفصل بالأجنبيّ للتوسّع في الظروف وإطلاق الإبلاء على الكشف والوضوح من قبيل اسم السبب على المسبّب لأنّ الاختبار موجب للتعرّف والتميّز وقيل : المراد من السرائر الفرائض كالصوم والصلاة والزكاة والغسل فإنّها سرّ بين العبد وبين ربّه في معيبها وصحيحها وإنّما تظهر صحّتها يوم القيامة فيبدئ اللَّه ذلك اليوم كلّ سرّ فيكون زينا في وجوه وشينا في وجوه ، فمن أدّى الأمانات والتكاليف كان وجهه مشرقا ومن ضيّعها كان وجهه أغبر .
* ( [ فَما لَه ُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ ] ) * أي ليس للإنسان من دافع من نفسه يمتنع بها من العذاب الَّذي حلّ به ولا ناصر من خارج ينتصر به .
* ( [ وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ ] ) * ذات مؤنّث « ذو » بمعنى الصاحب والرجع المطر سمّي رجعا لما أنّ العرب كانوا يزعمون أنّ السحاب يحمل الماء من بحار الأرض ثمّ يرجعه إلى الأرض وقيل : المراد بالرجع شمسها وقمرها ونجومها تغيب وتطلع ، أو رجع السماء إعطاؤها الخير الَّذي من جهتها حالا بعد حال على مرور الأيّام .
* ( [ وَالأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ] ) * هو ما تتصدّع عنه الأرض من النبات وتشقّقها بالنبات والعيون ، لأنّ النبات صادع للأرض فالسماء ذات الرجع كالأب والأرض ذات الصدع كالأمّ وما ينبت كالولد والمراد بيان منافعهما وأقسم بهما .
* ( [ إِنَّه ُ ] ) * أي القرآن * ( [ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ] ) * أي كلام فاصل بين الحقّ والباطل والقول كثيرا ما يكون بمعنى المقول ، أتى بالمصدر مبالغة كأنّه نفس الفصل كما قال : « 1 » « الْفُرْقانَ » بمعنى الفارق .
* ( [ وَما هُوَ بِالْهَزْلِ ] ) * واللعب ، والجدّ ضدّ الهزل أي كلَّه جدّ محض ، قال المولى إسماعيل الحقّيّ في روح البيان : إنّه يظهر من الآية أنّ من يؤمّ القرآن بهزل أو بتفكّه ومزاح يكفر ، وفي هداية المهديّين إذا أنكر رجل آية من القرآن أو سخر بها أو عابها فقد كفر ، ومن قرأ القرآن على ضرب الدفّ أو القصب أو ما شابهه فقد كفر