واليهوديّة فأبوا فحفر الخنادق وأضرم فيها النيران فجعل يلقي فيها كلّ من اتّبع ابن الثامر حتّى أحرق نحوا من اثني عشر ألفا أو سبعين ألفا .
وروى مسلم في الصحيح معنعنا عن صهيب عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله قال : « كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر فلمّا مرض الساحر قال : إنّي قد حضر وفاني فادفع إليّ غلاما اعلَّمه السحر فدفع إليه غلاما كان يختلف إليه فكان في طريقه إذا سلك نحو الساحر ليتعلَّم السحر راهب فقعد الغلام نحو الراهب وسمع كلامه فأعجب الغلام من كلام الراهب فكان إذا أتى الساحر مرّ بالراهب وقعد إليه يستمع منه فإذا أتى الساحر ضربه لمكثه وبطئه فشكا الغلام ذلك إلى الراهب فقال الراهب للغلام : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي ومنعوني وإذا خشيت أهلك فقل :
حبسني الساحر ، فبينما هو كذلك إذ أتى دابّة عظيمة أي حيّة عظيمة أو أسد عظيم فقال الغلام : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب فأخذ حجرا وقال : اللَّهمّ إن كان أمر الراهب أحبّ إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابّة حتّى يستريح الناس فرماها فقتلها ومضى فأتى الراهب وأخبره فقال الراهب : أي بنيّ أنت اليوم أفضل منّي قد بلغ من أمرك ما أدري وإنّك ستبتلي فإن ابتليت فلا تدلّ عليّ .
وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيره فقال : ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني قال : إنّي لا أشفي أحدا إنّما يشفي اللَّه فإن آمنت باللَّه دعوت اللَّه فشفاك فآمن باللَّه فشفاه اللَّه فأتى الملك وجلس إليه كما كان يجلس فقال الملك : من ردّ عليك بصرك ؟ قال :
ربّي فقال : أو لك ربّ غيري ؟ قال : ربّي وربّك اللَّه ، فأخذه فلم يزل يعذّبه حتّى دلّ على الغلام فجيء بالغلام فقال له الملك : أي بنيّ قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص ؟ فقال الغلام : إنّما يشفي اللَّه فأخذه فلم يزل يعذّبه حتّى دلّ على الراهب فجيء بالراهب فقال له : ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار في مفرق رأسه فشقّه به حتّى وقع شفاه ثمّ جيء بجليس الملك فقيل له : ارجع عن دينك