وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد . وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار » [1] .
وهو الذي يقول : « ما عبدتك خوفاً من عقابك ، ولا طمعاً في ثوابك ، ولكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك » [2] .
فالعمل الذي يسقط التكليف هو الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل ، ثم بقدر إخلاص الإنسان في عبادته ، وبقدر ما يبذله من جهد ، بقدر ما يكون القرب والرضى .
فإذا كان الإنسان في درجة ومرتبة ، فإنه يحتاج إلى الهداية وإلى المعونة لينتقل منها إلى درجة أعلى ، ثم إلى الأعلى منها ، وهكذا . .
ووسائل ذلك هو الصبر ، والإخلاص والجهد ، وجهاد النفس .
ولكل منزلة ودرجة خصوصياتها وآفاقها ، ومسؤولياتها التي تختلف في حجمها وتفاصليها عن سابقتها . ولها كذلك واجباتها التي تنسجم معها ، ومع ما استجد لهذا الإنسان ، وما انفتح عليه من معارف وآفاق ، وأحوال وغيرها . . فهي إذن تحتاج إلى هدايات إلهية جديدة ، ليعرف كيف يتعامل مع هذا الواقع الجديد ،
