المطلوب ، وهو أن يحقق الإنسان إنسانيته ويستكمل مزاياها ليصل من خلال ذلك إلى الله سبحانه ، وينال درجات القرب منه .
فالكل يصلي ، لكن صلاتهم لا تنهاهم عن المنكر ، بل بعضهم ينتهي عنه ، وبعضهم لا ينتهي ، والذين ينتهون عن المنكر ، بعضهم أرسخ امتناعاً وانتهاءً من بعض .
وعدا عن ذلك فإن الصلاة هي معراج المؤمن ، وقربان كل تقي ، لكن الكثيرين - وإن كانت صلاتهم تنهاهم عن الفحشاء - لا يكون لهم عروج بها ، ولا تكون قرباناً لهم ، إلا بمقدار ضئيل وضعيف .
إذ « كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ . وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء » [1] .
وهذا الحد الأدنى من العمل قد يسقط التكليف ، ويمنع من العقاب . ولكن قد لا يثاب المرء عليه ، ولا يفيده شيئاً في إيصاله إلى هدفه الأسمى .
وقد صرح أمير المؤمنين « عليه السلام » ، بأن العبادة درجات ومراتب ، فقال : « إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار .
