responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 73


وإن كان الغالب على القلب الصفات الملكية لم يثق القلب إلى إغواء الشيطان وتحريضه إياه على العاجلة وتهوينه أمر الآجلة ، بل يميل إلى حزب اللَّه وتظهر الطاعة على جوارحه بموجب ما سبق من القضاء ، و « قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن » « 1 » .
أي متجاذب بين هذين الحزبين أو يقلبه اللَّه حسب إرادته كما يشاء ، فهو كالميت بين يدي الغسال .
ثم إن بعض القلوب عاكفة في مقام الترديد بالنسبة إلى جميع الشهوات وبعضها بالقياس إلى بعض الشهوات دون بعض ، كالذي يتورع عن بعض الأشياء ولكن إذا تمكن من مال حرام لا يملك نفسه فيه ، أو فيما فيه الكبر والرئاسة والجاه إلى غير ذلك ، فإن للجهل جنودا بعدّة جنود العقل وهي سبعون على ما رواه في أول الكافي عن سماعة بن مهران قال : كنت عند أبي عبد اللَّه عليه السّلام وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل ، فقال أبو عبد اللَّه عليه السّلام : « اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا » ، قال سماعة : فقلت : جعلت فداك ! لا نعرف إلا ما عرّفتنا ، فقال أبو عبد اللَّه عليه السّلام : إن اللَّه جل ثناؤه خلق العقل وهو أول خلق خلقه من الروحانيين عن يمين العرض من نوره فقال : أقبل ! فأقبل ، ثم قال له : أدبر ! فأدبر ، فقال اللَّه تبارك وتعالى : خلقتك خلقا عظيما وكرّمتك على جميع خلقي ، قال : ثم خلق الجهل من البحر الأجاج الظلماني ، فقال له : أدبر ! فأدبر ، ثم قال له : أقبل ! فلم يقبل ، ثم قال


( 1 ) عوالي اللئالي ك ج 1 / 48 ، ح 69 ، وسنن الترمذي كتاب الدعوات ن الباب ( 90 ) ح 3522 ولفظه : قال صلى اللَّه عليه و [ آله ] وسلم : « يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع اللَّه » . اختلفوا فيما هو المراد من الحديث ، قال بعض : هو مثل قوله تعالى : * ( والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِه ) * فكما لا يصح أن يقال : اليمين في الآية بمعنى الجارحة ، كذلك لا يصح أن يقال : الأصبع في الحديث مثل أصابعنا ، بل نؤمن بذلك كله ، ولا نحمله على الحقائق المعلومة عندنا بل يجب حمله على معان أخرى .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست