نفسه كي يلقى اللَّه تعالى حين يلقاه وهو عنه راض .
بل روى ابن المغازلي الشافعي بالإسناد عن النّبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال يدخل الجنّة من أمّتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ثمّ التفت إلى علي عليه السّلام فقال هم من شيعتك وأنت إمامهم « 1 » .
وقال اخطب خوارزم في فضائله وابن حجر في صواعقه بالإسناد إلى بلال بن حمام قال طلع علينا النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ووجهه مشرق كدائرة القمر فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول اللَّه ما هذا النور ؟ فقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي فاطمة إن اللَّه تعالى زوّج عليّا « 2 » من فاطمة ، وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاقا يعنى صكاكا بعدد محبّي أهل بيتي وأنشأ من تحتها ملائكة من نور ، ودفع إلى كلّ ملك صكا فإذا استوت القيمة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا تلقى محبّا لنا أهل البيت إلَّا دفعت إليه صكّا فيه فكاكه من النار « 3 » .
إلى غير ذلك مما تسمع في موضع أليق الإشارة إليها وإلى الجمع بينها وبين آيات الوعيد وأخباره حتى بالنسبة إلى المعنى العامّ للشيعة .
نعم ينبغي أن يعلم أنّ خبر الافتراق قد رواه أصحاب جميع المذاهب ، وأنّ كثيرا من العامّة والخاصّة قد شمّروا عن ساق الجدّ والاجتهاد لتكميل ما ذكره عليه السّلام في الخبر من الأعداد فإنّ الاختلافات الكليّة لا تبلغ هذا العدد ، والجزئيّة تجاوزها ، ولذا ترى كثيرا منهم قد التجاء إلى عدّ الاختلاف الواقع في الجبر والاختيار والتفويض وغيرها من فروع الأصول ، بل في بعض الأصول الكلامية من المذاهب