هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون فرقة في النار ، وواحدة في الجنة وهي الَّتي اتبعت وصيّ محمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، وضرب بيده على صدره ، ثمّ قال ثلاث عشر فرقة من الثلاث وسبعين فرقة كلَّها تنتحل مودّتي وحبّي واحدة منها في الجنة ، وهم النّمط الأوسط ، وأثنتى عشرة في النار « 1 » .
بل ورد من طريق العامة أيضا فعن موفق بن أحمد من علمائهم بالإسناد عن زاذان عن عليّ عليه السّلام قال تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنّة وهم الذين قال اللَّه عز وجلّ في حقّهم : * ( ومِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وبِه يَعْدِلُونَ ) * « 2 » وهم أنا وشيعتي « 3 » .
وهو كما ترى مشتمل على تعيينه ، بل قد رووا هذه الرواية بطرق عديدة وفي آخرها : وهي أي الواحدة الناجية الَّتي تتبع وصيّي عليّا .
وروى الحافظ محمد بن موسى الشيرازي في كتابه الَّذي استخرجه من التفاسير الاثني عشر الَّتي هي لأبي يوسف يعقوب بن سفيان ، وابن جريح ، ومقاتل بن سليمان ، وكيع بن جراح ، ويوسف بن موسى القطان ، وقتادة ، وأبى عبيدة القاسم بن سلام ، وعلىّ بن حرب الطائي ، والسدّي ومجاهد ، ومقاتل بن حيّان ، وأبى صالح ، وكلهم من جمهور المخالفين ، عن أنس بن مالك قال كنّا جلوسا عند رسول اللَّه فتذاكرنا رجلا يصلَّى ويصوم ويتصدّق ويزكّى فقال لنا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لا أعرفه ، فقلنا يا رسول اللَّه إنّه يعبد اللَّه ويسبّحه ويقدّسه ويوحّده ، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لا أعرفه ، فبينا نحن في ذكر الرجل إذ قد طلع علينا فقلنا هو ذا فنظر إليه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وقال لأبى بكر : خذ سيفي هذا وامض إلى هذا الرجل واضرب