responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 689


الباقي مستهجن جدّا ، وهو كما ترى ولو مع جواز التخصيص بالأكثر في نفسه ، والحياة سارية في جميع الأكوان .
وأمّا الغضب نستجير باللَّه منه فقد سمعت أنّ حقيقته هو البعد من اللَّه ولذا لم يرضه ولم يرده لذاته ، بل لم يزل بغيظا له سبحانه ، ولذا لم ينظر إليه بعين الرحمة والعناية أبدا ، وكذا إلى ما خلق منه كطينة سجّين ، وأرض الخبال ، والشقاوة والأشقياء الذين هم مظاهر تلك الشقاوة بكلَّيتها وكافّة جنودها وأحزابها كأبي الدواهي ، وأبي الشرور وأبى الملاهي ، وأتباعهم وأعوانهم ، والراضيين بأفعالهم ، والمائلين إليهم .
وبالجملة فكلّ منهم مظهر للغضب الإلهي على حسب رتبته من الشقاوة ، بل من جملة مظاهره الكلَّية الَّتي يتجوهر في الآخرة بل في الدنيا أيضا ولو بصورة أخرى هي نار جهنّم وطبقاتها ودركاتها ، وجميع ما فيها من الأمور المكروهة المناسبة لها من الحميم ، والغسلين ، والأغلال والنكال ، واللهيب ، والشرر وغيرها .
فكما يطلق الغضب على كلّ هذه المذكورات كذلك يطلق أيضا على ولاية أعداء اللَّه ، وعداوة أوليائه ، وما يتفرّع عليها من الأعمال القبيحة الخبيثة الطالحة الَّتي كلها من فروع الشجرة المجتثّة ، فهذه الأعمال الشريرة كعامليها الأشرار كلَّها من النار وإلى النار إلَّا ما كان منها من قبيل التلطخ والعروض فإنّه يرد إلى صاحبه يوم الفصل الأكبر وليحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم .
وأمّا ما سواه فقد ذكروا عليهم السلام أنّه ليس منّا من يدّعى ولايتنا وهو متمسّك بفروع غيرنا .
ولذا قال مولينا الصادق عليه السّلام في جواب المفضّل على ما رواه الصّفار في « البصائر » في خبر طويل وفيه : إنّ أعدائنا هو الحرام المحرّم ، وهم الفواحش ما

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 689
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست