إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) * « 1 » ، فمرّة تضاف إلى اللَّه ، ومرّة إلى رسوله ، وأخرى إلى أمير المؤمنين عليه السّلام ولذا قال * ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّه ورَسُولُه والَّذِينَ آمَنُوا ) * « 2 » ، وقال :
* ( هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّه الْحَقِّ ) * « 3 » .
وقال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله : من كنت مولاه فعلى مولاه « 4 » .
لكن لمّا كان الكاشف الحقّ عن ولايته سبحانه التصديق بنبيّه صلَّى اللَّه عليه وآله وعن التصديق بالنبي صلَّى اللَّه عليه وآله ولاية ولاة الأمر من بعده ، فولايتهم ولاية النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، وولاية النبي ولاية اللَّه ، والآخذ بحجزتهم آخذ بحجزة النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله والآخذ بحجزة النبي صلَّى اللَّه عليه وآله آخذ بحجزة اللَّه سبحانه كما في الاخبار الكثيرة « 5 » .
بل فيما قدمناه عن « تفسير فرات » أنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله أتاه جبرئيل فقال :
أبشرك يا محمّد بما تجوز على الصراط قال : قلت بلى قال تجوز بنور اللَّه ويجوز عليّ بنورك ونورك من نور اللَّه ، وتجوز أمّتك بنور علىّ ، ونور عليّ من نورك ، ومن لم يجعل اللَّه له نورا فماله من نور « 6 » .
ولذا فسّر الصراط في كثير من الأخبار المتقدّمة بصراط محمّد وآله ، فنورهم واحد ، وصراطهم واحد ، وسبيلهم واحد ، وطريقتهم واحدة ، ألا إنّ الناس لم يختلفوا في اللَّه ولا في رسوله صلى اللَّه عليه وآله ، وإنّما اختلفوا في مولينا أمير المؤمنين ، فبولايته يسلك إلى الرضوان ، وعلى من جحد ولايته غضب الرحمن ، فهو والأئمّة الطاهرة من ذريته أبوابه وسبله جعلهم اللَّه أئمّة وسطا ليكونوا
