responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 633


المشاعر عليه ، بل أكثر من يمرّ عليه تتفرق مشاعره وحواسّه الظاهرة والباطنة ، بل يفترق بالعبور عنه كلّ من الحقّ والباطل عن الآخر ليميز اللَّه الخبيث من الطَّيب .
وثانيهما أدقّ من الشعر لشدّة اضطرابه بالسائر عليه فلا يزال يمرّ ويضطرب ولا يثبت عليه إلَّا من ثبّته اللَّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
والوقوف على الأوّل يوجب القطع والفصل أي تفريق الإدراك والعمل ، حيث لا يقدر السائر على تخليص الحقّ عن شائبة الباطل ، ولا على إخلاص العمل عن شائبة الشرك والأغراض الباطلة ، فيكون النظر والعمل شقّين لأنّه أحد من السيف فيشق القدم العابر به عن بصيرة النظر ونية العمل ، ولكن الإنصاف أنّ هذا كلَّه كغيره ممّا في « شواهد الربوبيّة » و « العرشية » وغيرهما تكلَّف مستغن عنه ، بل وكذا ما في شرح الثاني « 1 » للعارف الصمداني نظرا إلى أنّ المقصود من التشبيه تصوير دقّته وشدّة صعوبة العبور عليه ، وليس كلّ من الوصفين نعتا لوجه دون الآخر ، بل ليس له وجهان متغايران من حيث الاقتضاء والحكم ، فإنّه أمر وحداني معنوي أو صوري حسب ما سمعت من أنّه صورة ولاية مولينا أمير المؤمنين عليه السّلام .
نعم ربما يستشكل في المقام بأنّ نفس النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وطريقته وولايته التي هي باطن النبوة بل نبوّته الَّتي هي حقيقة الولاية أقوم وأتمّ وأكمل وأجمل من ولاية مولينا أمير المؤمنين عليه السّلام فإنّه عبد من عبيده ، ولذا كنّي صلَّى اللَّه عليه وآله بأبي القاسم حيث إنّه صلَّى اللَّه عليه وآله كان أبو أمّته الذين كان واحدا منهم وهو وصيّه وخليفته قسيم الجنّة والنار ، كما ورد التصريح به في بعض الأخبار ، وعلى هذا فما السبب في تفسير الصراط بولاية مولينا أمير المؤمنين عليه السّلام وإضافته إليه دون النبي صلَّى اللَّه عليه وآله كما في الأخبار المتقدّمة المرويّة من طريق الخاصّة والعامة .
والجواب ما أشرنا إليه سابقا من أنّ الولاية ولاية واحدة ، وهي قوله : * ( قُلْ


( 1 ) مراده شرح العرشية في المبدأ والمعاد تصنيف المولى صدر الدين الشيرازي المتوفى ( 1050 ) ه للشيخ احمد بن زين الدين الأحسائي المتوفى ( 1243 ) .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 633
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست