الإعتقاد من القول بالحلول ، أو الوحدة في الوجود ، والاتحاد أو فساد الأعمال كالأعمال المخالفة للشرع الَّتي يرتكبها كثير من المتصوّفة في مقام الرياضة أو العبادة ، وغير خفيّ على المطَّلعين على أحوال هؤلاء الأجلَّة أنّهم منزّهون عن كلا الفسادين قطعا ، ونسب جدّي العالم الرباني محمد صالح المازندراني وغيره من الأجلَّة إلى القول باشتراك اللفظ ، والمحمدون الثلاثة كابن الوليد إلى القول بتجويز السهو على النّبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .
ونسب الصدوق بل وابن الوليد منكر السهو إلى الغلوّ ، وبالجملة أكثر الأجلَّة ليسوا بخالصين عن أمثال ما أشرنا إليه .
أقول وللَّه درّه قدس سرّه حيث شمر عن ساق الجدّ والاجتهاد لدفع المطاعن الَّتي قد حوا بها في كثير من رواة الأخبار وأصحاب الأئمّة الأطهار ، حتّى إنّه أصلح كثيرا من الجراحات الواقعة عليهم من مطاعن الشيخ الحسين بن عبد اللَّه الغضايري الذي قيل لا يكاد يسلم جليل من قدحه وجرحه ، وغيره من المشايخ سيّما القميين الذين لا ينبغي أن يقال فيهم بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ، وذلك لأنّه كان ناشيا من شدّة ورعهم واحتياطهم في الدين وإن كان ذلك سببا للقدح في أخبار عديدة مستمرا إلى مدّة مديدة سيّما مع تنويع الأخبار إلى أقسام الأربعة ، وغيرها من الاصطلاحات الجديدة ، وبالجملة الظاهر أنّ منشأ كلّ ذلك عدم استقرار المذهب واختلاط أهله مع العامّة العمياء خذلهم اللَّه ، وشدّة التقيّة ، وعموم البليّة وتشتّت المؤمنين في البلاد ، وظهور الفساد من أهل العناد ، واختلاط الأخبار ، وعدم اجتماع الآثار الواردة في كلّ باب من الأبواب ، وقصور كثير من الأنظار ، وعدم تفرّغهم للتدبّر في الآيات والأخبار .
ولذا صدرت من بعضهم جملة من المذاهب الفاسدة الَّتي ربما قامت الضرورة
