لا فرق بينك وبينها إلَّا أنّهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك بدؤها منك ووجودها إليك أعضاء وأشهاد ومناة وأزواد وحفظة وروّاد فبهم ملأت سماءك وأرضك حتّى ظهران لا إله إلَّا أنت « 1 » . الدعاء .
وستسمع تمام الكلام في تفسير هذه الكلمات الشريفة النورانية عند تفسير قوله تعالى : * ( ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ والأَرْضِ ولا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) * « 2 » .
وفي الكافي في باب نوادر التوحيد عن مولينا الصادق عليه السّلام قال : إنّ اللَّه خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الَّذي يدلّ عليه ، وخزانته في أرضه ، بنا أثمرت الأشجار ، وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء ، ونبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد اللَّه ولو لا نحن ما عبد اللَّه « 3 » .
وفيه في باب مولد النّبي صلَّى اللَّه عليه وآله بالإسناد عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبى جعفر الثاني عليه السّلام فأجريت اختلاف الشيعة فقال يا محمد إن اللَّه تبارك وتعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيته ثم خلق محمّدا وعليّا وفاطمة ، فمكثوا ألف دهر ، ثمّ خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها ، وفوّض أمورها إليهم ، فهم يحلَّون ما يشاؤن ، ويحرّمون ما يشاؤن ، ولن يشاؤا إلَّا أن يشاء اللَّه تبارك وتعالى ثمّ قال يا محمد هذه الديانة الَّتي من تقدّمها مرق ، ومن تخلَّف عنها محق ، ومن لزمها لحق ،
