وإنّما زيّنا المقام بنقل كثير منه لاشتماله على فوائد مهمّة في المقام وغيره كالبيّنة على أنّ ضمائر الجمع في كثير من آيات القرآن لاقتران أوليائه بنفسه في تلك الشؤون مع كونه سبحانه على توحده وانفراده .
ولذا قال مولينا المجلسي رحمه اللَّه بعد ذكر ما ورد في تفسير قوله تعالى : * ( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) * « 1 » ، من الأخبار الدالَّة على أنّ المراد بضمير الجمع هو النبي والأئمّة عليهم السّلام : هذا تأويل ظاهر شايع في كلام العرب جار في كثير من الآيات إذ عادة السلاطين والأمراء جارية بأن ينسبوا ما يقع من خدمهم بأمرهم إلى أنفسهم مجازا ، بل أكثر الآيات الَّتي وردت بصيغة الجمع وضميره كذلك كما لا يخفى على المتتبع . انتهى كلامه زيد مقامه « 2 » .
وكالتصريح بأنّهم عليهم السّلام ولاة الأمر حسب ما فسّر به الآيتين « 3 » بل صرّح بانّ ذلك الأمر الذي هم ولاته هو من جملة الأمور التكوينية من خلق ورزق وأجل وعمل إلى آخر ما ذكره .
بل فسر بهما الأمر في قوله : * ( كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا ) * « 4 » والعمل في قوله : * ( وهُمْ بِأَمْرِه يَعْمَلُونَ ) * « 5 » كما إليه الإشارة في الخطبة الأميرية الغديرية .
وبالجملة المتوسط في مثل تلك الشؤون على الوجه الذي سمعت ليس غلوّا فيهم ، ولا اثباتا للصفات الربوبيّة المطلقة الإلهية لهم ، وقد قال مولينا أمير المؤمنين عليه السّلام على ما يحكى عن بعض الأصول : نحن اسرار اللَّه المودعة في إلهيا