كل البشرية ، يا سلمان نزّلونا عن الربوبيّة وادفعوا عنا حظوظ البشريّة ، فأنا عنها مبعدون ، وممّا يجوز عليكم منزّهون ، ثمّ قولوا فينا ما استطعتم فإنّ البحر لا ينزف ، وسرّ الغيب لا يعرف ، وكلمة اللَّه لا توصف ، ومن قال هناك لم وبم وممّ فقد كفر « 1 » .
وقال مولينا الصادق عليه السّلام على ما رواه في البصائر وغيره : اجعلوا لنا ربّا نؤب إليه وقولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا فقال له السائل نقول ما شئنا قال عليه السّلام وعسى أن نقول : واللَّه ما خرج إليكم من علمنا إلَّا الف غير معطوفة .
قال المجلسي رحمه اللَّه : ألف غير معطوفة أي نصف حرف كناية عن نهاية القلَّة فان الألف بالخطَّ الكوفي نصفه مستقيم ونصفه معطوف هكذا « ل » وقيل : أي الف ليس بعده شيء ، وقيل : ألف ليس قبله صفراي باب واحد ثمّ قال : والأول هو الصّواب والمسموع من أولى الألباب « 2 » .
قلت : وقد ذكر السيّد السند رحمه اللَّه في شرح الخطبة قال : وقد روى الكليني في الكافي ما معناه إنّه قيل للصادق عليه السّلام : إنّ ما علَّمه النبي عليّا من الأبواب الَّتي ينفتح من كلّ باب ألف باب هل ظهرت لشيعتكم كلَّها ؟ قال عليه السّلام : ما ظهر منها باب أو بابان ، قال فما ظهر من فضلكم لشيعتك إلَّا باب أو بابان ؟ قال : وما عسى أن يظهر لكم ، واللَّه ما ظهر لكم من فضلنا إلَّا ألف غير معطوفة « 3 » .