فمن فوائد العموم في الدعاء أنّه في حق الغير مقرون بالإجابة فكذا في حق الداعي لقضيّة عدم تبعّض الصفقة ، فلأنّه يأبى عنه كرم الكريم ما هكذا الظَّن به ، ولا هو المعروف من فضله .
ومنها : الدعاء لإخوان المؤمنين بظهر الغيب لإرادتهم من ضمير الجمع المتصل بالفعل ، وذلك أنّه وسيلة لإجابة الدعاء في حقّهم وفي حقّه لما مرّ ، وللتفضل عليه بمثل ما يدعو لجميعهم ، أو بأضعافه .
فقد روى عن مولينا الباقر عليه السّلام : أسرع الدعاء نجحا للإجابة دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب « 1 » .
وعن مولينا الصادق عليه السّلام قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات إلَّا ردّ اللَّه عزّ وجلّ عليه مثل الذي دعا لهم به من كل مؤمن ومؤمنة معنى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة ، إنّ العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب ، فيقول المؤمنون والمؤمنات : يا ربّ هذا الذي كان يدعو لنا فشفّعنا فيه ، فشفّعهم اللَّه عزّ وجلّ فيه فينجو « 2 » .
وعن إبراهيم بن هاشم ، قال : رأيت عبد اللَّه بن جندب في الموقف فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه ، فما زال مادّا يديه إلى السماء ودموعه تسيل على خدّيه حتى تبلغ الأرض ، فلمّا صدر الناس قلت له : يا أبا محمّد ما رأيت موقفا قط أحسن من موقفك ، قال : واللَّه ما دعوت إلَّا لإخواني ، وذلك أنّ أبا الحسن موسى عليه السّلام أخبرني : أنّ من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش : ولك مائة ألف ضعف ، فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحدة لا أدرى تستجاب أم لا « 3 » .