القدرة مع الفعل ، بل يمكن أن يقال : إنّ فيها دلالة على تقدّم القدرة على الفعل ، وكونها من العبد ، خلافا للأشعري في المسئلتين ، نظرا إلى أنّ في طلب المعونة دعوى ضرب من الاستطاعة والاستقلال ، كما في قول ذي القرنين : * ( ما مَكَّنِّي فِيه رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهُمْ رَدْماً ) * « 1 » فكأنّه يقول : إنّك قد أعطيتني قوّة أقتدر بها على تحصيل مقاصدي ومآربي في الدنيا والآخرة لكنّي غير مستغن عن لطفك ومعونتك وإمدادك وإبقاء قوّتك .
هذا مضافا إلى أنّه نسب طلب المعونة إلى نفسه فهو فعل منه ، والمطلوب حصول المعونة قبل المستعان فيه لاقتران الإجابة بالسؤال .