عقولنا واللَّه العالم .
سادسها : الحوادث الزّمانيّة بل مطلق الشّؤون الرّبانيّة ، فإنّ كلَّا من الحوادث والشّؤون يوم من الأيّام ومنه أيّام العرب لوقائعها أو حروبها ، وفسّرت في قوله :
* ( وذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه ) * « 1 » بنعم اللَّه وشؤون ربوبيّته كنعمة إنجائهم من آل فرعون ، وقبول توبتهم ، وتظليل الغمام ، وإنزال المنّ والسّلوى ، إلى غير ذلك وبنقمة الَّتي انتقامها اللَّه من الأمم السّالفة فيكون أيّام اللَّه كناية عن عقوباته الَّتي نزلت بمن مضى في الأيّام الخالية .
وفسرها مولينا الباقر عليه السّلام بيوم يقوم القائم عليه السّلام ، ويوم الكرة ، ويوم القيامة .
ومولينا الصادق عليه السّلام : بنعم اللَّه وآلائه « 2 » .
وعن مولينا أبى الحسن الثّالث عليه السّلام في معنى قول رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لا تعادوا الأيّام فتعاديكم إنّ السّبت اسم محمّد عليه السّلام ، والأحد أمير المؤمنين ، والاثنين الحسن والحسين والثلاثاء علىّ بن الحسين ومحمد بن علىّ وجعفر بن محمّد ، والأربعاء موسى بن جعفر وعلىّ بن موسى ومحمّد بن علىّ وأنا ، والخميس ابني الحسن ، والجمعة ابن ابني ، واليه تجتمع عصابة الحقّ ، وهو الَّذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فهذا معنى الأيّام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة « 3 » .
ولعلّ ذلك لكونهم من الشّؤون الجليلة الإلهيّة بناء على اطلاق الأيّام عليها سواء كان من الحوادث الزّمانيّة أو من الإبداعيّات الملكوتيّة لكنّهم عليهم السّلام لمّا كانوا أوّل الشّؤون وأعلاها وأقدمها اختصّوا باسم الأيّام على الإطلاق .