كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان عدمت عند ذلك الآجال والأوقات وزالت السّنون والسّاعات . « 1 » الخطبة .
وفي تفسير الإمام عليه السّلام : إن اللَّيالي والأيّام والشّهور شهوده له أو عليه إلى أن قال : ويحشر اللَّيالي والأيّام ويستشهد البقاع والشّهور على أعمال العباد فمن عمل صالحا شهدت له جوارحه وبقاعه وشهوره وأعوامه وساعاته وأيّامه وليالي الجمع وساعاتها وأيّامها فيسعد بذلك سعادة الأبد إلى أن قال :
وينادى مناد يا رجب ويا شعبان ويا شهر رمضان كيف عمل هذا العبد فيكم وكيف كانت طاعته للَّه عزّ وجل ؟ فيقول رجب وشعبان وشهر رمضان : يا ربّنا ما تزود منّا إلَّا استعانة على طاعتك فقال للملائكة الموكّلين بهذه الشّهور ما ذا تقولون في هذه الشّهادة لهذا العبد ؟ فيقولون : يا ربّنا صدق رجب وشعبان وشهر رمضان ، الخبر بطوله « 2 » .
فالمستفاد منه ومن غيره بل من بعض الآيات أيضا كقوله : * ( قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) * على تقريب لا يخفى إنّه يحشر الزّمان في المحشر بجميع ما فيه من أفعال العباد وأعمالهم فلو كان يوم الحشر أيضا زمانيّا لم يمكن ذلك لعدم كون الزّمان ظرفا لمثله بل جميع الزّمان في جنب الدّهر كنقطة محدودة وقد استفيد من الخبر أيضا أنّه ليس المراد من حشر الزّمان وشهادته شهادة الملائكة الموكّلة به على العاملين فيه حسب ما هو صريح الخبر .
وأمّا كيفيّة امتداد عالم الآخر في المحشر ، وفي الجنّة والنّار فلا تدركه عقولنا بحقيقته ، وعلى فرض كونه من سنخ هذا الامتداد المحسوس في هذا العالم لعلّ المراد بحشر الزّمان فيه معنى آخر ، أو أنّه على كيفيّة أخرى لا تدركه