الَّذي هو قبل خلق الأفلاك والزّمان الَّذي بعد فنائها ، كما في الآيتين « 1 » .
وقد حمل بعض الأعلام « 2 » السّتّة الأيّام التي خلق اللَّه فيها السّموات والأرض « 3 » على هذه الأيّام ، وعليه حمل ما في الأخبار من اختزال السّتة الأيّام من أيّام السنة « 4 » مؤيّدا بما ورد من أنّ رباط يوم في سبيل اللَّه خير من عبادة الرّجل في أهله سنة ثلاثمائة وستّين يوما كلّ يوم ألف سنة وإنّ صلاة المغرب هي السّاعة الَّتي تاب اللَّه عزّ وجلّ فيها على آدم وكان بين ما أكل من الشّجرة وبين ما تاب اللَّه عليه ثلاثمائة سنة من أيّام الدّنيا ، بل عن الطبري في تاريخه : إنّ حمل تلك الأيّام السّتة على الأيّام الرّبانيّة أمر مقرر بين أهل الإسلام « 5 » إلى غير ذلك من الشّواهد الَّتي تسمع إن شاء اللَّه تمام الكلام فيها وفي تحقيق المرام عند تفسير الآية ولعلَّه لا تمانع بين الوجهين فانّ الجنّة الَّتي خرج منها أبونا آدم من عالم المثال الَّذي هو في الإقليم الثّامن وليس في أفق الزّمان ، ولذا كان يوم أيّامه كألف سنة من هذا العالم ، وكذلك عالم الآخرة من عالم الملكوت وليس من عالم الزّمان ولذا يحشر فيه جميع الأزمنة .
ومن البيّن أنّ الزّمان لا يمكن أن يحشر فيه زمان آخر ، وقد ورد أنّه يحشر الأزمنة بما فيها من الأفعال وتشهد للعباد ، وفي خطبة مولينا أمير المؤمنين عليه السّلام المذكورة في نهج البلاغة : وأنّه سبحانه يعود بعد فناء الدّنيا وحده لا شيء معه كما