بالرؤيا الصادقة وبالمبشّرات ، أو من التجليات الفاسدة التي يختلقها بواسطة الوهم المعبرة عنها بأضغاث الأحلام .
وله أيضا باب متصل إلى عالم النفوس بأقسامها الأربعة الآتية وإلى العقول بأقسامها ، فإن للعقل رؤوسا بعدد الخلائق ، كما ورد في الخبر : « ولكل آدمي رأس من رؤوس العقل » « 1 » .
وهذا الباب قد ينسد فيعرض الجنون الذي هو ستر العقل بحجاب الغفلة ، أو المعصية أو الأمور البدنية ، وغلبة الاخلاط الغير طبيعية .
ومع انفتاحه قد يتسع فيكمل العقول ويتمّ الأحلام فيصير القلب مجتمعا والمدينة حصينة ، والصدور أمينة والأحلام وزينة .
وهذا إذا انفتح الباب ونعق الغراب ، وأزيل ريشه لكينونة العقاب ، ووضع اللَّه يده على رؤوس أولي الألباب بظهور ولي اللَّه الذي عليه الحساب وإليه الإياب .
ولذا قال مولانا الباقر عليه السّلام على ما رواه في « الكافي » : « إذا قام قائمنا وضع اللَّه يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم » « 2 » .
وله أيضا باب إلى عالم المشية يسمى بالفؤاد وباب الاستعداد ومادة المواد ، ومجمع الأضداد ، وغاية المراد ، وأقصى البلاد من أرض السواد وفاقد الأنداد ، وهو المشية الجزئية والكلية الإلهية به يشاهد بعين اليقين ، ويصل إلى حق اليقين ، وهو المعبر عنه بالوجود الأول ، والوجود المطلق أي بالنسبة إلى الشخص ، وإلا فهو مقيّد