responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 420


ينتهي إلى المطلق ، كما أن المشية الجزئية تنتهي إلى الكلية التي هو العقل .
ثم إنّك إذا تتبعت أنحاء الموجودات وتطوّر الكائنات وجدت في كل نوع من أنواعها أو جنس من أجناسها صفة غالبة يختص بها ، بحيث كأنّه صار مظهرا لها من بين سائر الموجودات ، ولذا لا يكاد يفقدها فرد من أفراده .
وأما الإنسان فهو الجامع لجميع هذه الصفات والأطوار بحسب القبول والاستعداد ، ولذا يتصف بها أفراده على وجه الجمعية أو التوارد أو الاختصاص الناشي من الفعل لا الذات لبقاء قبول غيرها ، بل فعلية غيرها في غيره من الإفراد ، ولذا ترى فيه خاصية الملائكة من الطاعة والحياة ، بل التقوى والانتعاش والتغذي بالعبادة ، والخاصية الكلية لجميع الحيوانات من جلب المنفعة ودفع المضرة إمّا قهرا وغلبة كالسباع ، وهم الملوك والجبابرة والفراعنة ، الذي يسعون في الأرض علوا وفسادا ، أو تملَّقا كالكلاب والهرّة ، أو حيلة كالعنكبوت والثعلب ، ففيهم الزاهد العابد كالملائكة ، والطاغي المتمرد كالشياطين والخناس في صدور الناس كالوسواس ، والشجاع القوي المتهوّر كالأسد ، والمتكبر المتنمّر كالنمر ، والجبان كالأرنب ، والسخي كالديك ، والبخيل كالكلب ، والمتسلح كالقنفذ ، والهارب كالطير ، والفخور كالطاووس ، والسارق الموذي كالفأرة ، والوحشي كالنمر ، والأنيس كالحمام ، والحقير كالحمار ، والصانع المهندس كالنحل ، والسليم كالغنم ، والحمول كالبقر ، والحقود كالجمل ، والحريص كالخنزير ، والجامع الذخار كالنمل ، والشموس كالبغل ، والمبارك كالطوطي ، والشوم كالبوم ، إلى غير ذلك من الصفات الظاهرة في مظاهر الموجودات المجتمعة في المؤخر الجامع الذي هو الإنسان ، ولذا كان مظهرا في كينونته للمقدم الجامع الذي هو اسم اللَّه ، لاحتوائه على جميع النشآت والتجليات ، وقابليته للتعرض لقاطبة النفحات ، وتوسطه بين العوالم الخمس الكلية التي يعبر عنها بالحضرات ، لا على الوجه الذي فسّرها الصوفية من أن أولها حضرة

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست