ومشيّعي الثلج والبرد ، والهابطين مع قطر المطر إذا نزل ، والقوّام على خزائن الرياح ، والموكّلين بالجبال فلا تزول ، والذين عرّفتهم مثاقيل المياه وكيل ما تحويه لواعج الأمطار وعوالجها ورسلك من الملائكة إلى الأرض بمكروه ما ينزل من البلاء ، ومحبوب الرخاء والسفرة الكرام البررة ، والحفظة الكرام الكاتبين » « 1 » الدعاء .
ثم إن استناد الشؤون الإلهية والفيوض الربانية إلى هذه الملائكة الذين هم مسخّرة بأمر اللَّه تعالى لا يقدح في التوحيد ، بل لعله لا يتم الآية بعد ملاحظة اختلاف المراتب وتفاوت الدرجات ، وبطلان الطفرة ، وعموم الفيض ، كما أنه لا يقدح فيه ما أشرنا إليه مرارا من وساطة نبينا وآله المعصومين صلوات اللَّه عليهم أجمعين لجميع الخلق في الفيوض التكوينية والتشريعية ، وأنه لا يصل إلى شيء من ذرّات العالم شيء من الفيوض إلا بحجابتهم ووساطتهم وبابيتهم ، مع أن الفيوض كلها منه سبحانه ، بل يصح أن يقال : إنه لا مؤثر في الوجود إلا اللَّه ، له الخلق والأمر تبارك اللَّه رب العالمين .
ولذا نسب قبض الأرواح مرة إليه سبحانه : * ( اللَّه يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ) * « 2 » .
ومرّة إلى ملك الموت : * ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ) * « 3 » .
وأخرى إلى الرسل الذين هم أعوان ملك الموت من الملائكة * ( حَتَّى إِذا
