جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ ) * « 1 » * ( الآية وتَوَفَّتْه رُسُلُنا ) * « 2 » ، * ( تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ ) * « 3 » ، * ( تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) * « 4 » .
وقال مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام في خبر الزنديق الذي ادّعي التناقض في القرآن على ما رواه في « الاحتجاج » : « إن اللَّه تعالى أجل وأعظم من أن يتولَّى ذلك بنفسه ، وفعل رسله وملائكته فعله ، لأنهم بأمره يعملون ، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه ، وهم الذي قال اللَّه فيهم : * ( اللَّه يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا ومِنَ النَّاسِ ) * « 5 » .
فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة ، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره ، وفعلهم فعله ، وكل ما يؤتونه منسوب إليه ، فإذا فعلهم فعل ملك الموت ، وفعل ملك الموت فعل اللَّه ، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء ، فإن فعل أمنائه فعله ، كما قال : * ( وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّه ) * « 6 » » « 7 » .
فهؤلاء الملائكة المسخرون المدبرون بأمره المتصرفون في صقع التقدير بملكة التسخير هم الذي سماهم هؤلاء الفلاسفة بأرباب الأنواع ، فإن رجع الخلاف إلى مجرد التسمية فالأمر سهل ، وإلا فينبغي إنكار الملائكة نظرا إلى استناد تلك
