ومنها : أن للعبد حالات ثلاثة :
الأولى : حاجته إلى الوجود ، وهو لم يكن شيئا مذكورا ، بل لم يكن شيئا أصلا * ( أَولا يَذْكُرُ الإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناه مِنْ قَبْلُ ولَمْ يَكُ شَيْئاً ) * « 1 » .
الثانية : حاجته بعد الوجود إلى أسباب البقا .
الثالثة : حاجته في القيامة إلى العفو والمغفرة * ( إذ لَوْ لا فَضْلُ اللَّه عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُه ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً ) * « 2 » .
وفي الأسماء الثلاثة إشارة إلى هذه المقاصد ، فالمستعين المتوسّل بها سائل لها طالب إيّاها ، فاللَّه هو : * ( الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ ) * « 3 » ، * ( قُلِ اللَّه خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) * « 4 » .
والرحمن هو الذي وسعت رحمته كلّ شيء ولم يخرج عن تربيته شيء * ( وإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ ) * « 5 » .
والرحيم هو المتعطف على المؤمنين * ( نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) * « 6 » ، * ( وكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) * « 7 » .
ومنها ما قيل من أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كان مبعوثا إلى الناس كافّة ، وكان أهل العالم في زمانه على أصناف ثلاثة : عبدة الأصنام ، واليهود ، والنصاري .
فالفرقة الأولى كانوا يعرفون من أسمائه سبحانه اسم الجلالة * ( ولَئِنْ سَأَلْتَهُمْ