وعلى كلّ حال فليكن هذا الإجمال على ذكر منك حتى نفصّل الكلام إن شاء اللَّه تعالى في تحقيق الاسم الأعظم ومعنى أعظميته وأنّ الاستجابة به مشروطة بشرط أم لا في موضع أليق على وجه أتم .
نعم ، مما ينبغي التعرض له في المقام اختصاص هذا الاسم الشريف وهو ( اللَّه ) بمزايا لا توجد في غيرها وقد أشار إلى بعضها بعض المحققين .
منها : أن جميع أسماء الحق تنسب إليه ، ولا ينسب إلى شيء منها كما نسب سبحانه في قوله : * ( لَه الأَسْماءُ الْحُسْنى ) * « 1 » جميع الأسماء إليه ، فكأنه عنوان ولو في الجملة لغير من الأسماء .
ومنها : أنه لم يسمّ به أحد من الخلق لا تسمية ولا توصيفا لقوله : * ( هَلْ تَعْلَمُ لَه سَمِيًّا ) * وقد مرّ تمام البحث فيه .
ومنها تعويض الألف واللام فيه من الهمزة المحذوفة عند من يرى أن أصله إله كما هو الحق المستفاد من الأخبار المتقدمة ، ولم يعوض في غيره أداة التعريف عن المحذوف .
قال في « المجمع » حكاية عن أحد قولي سيبويه أن أصله إله فحذفت الفاء التي هي الهمزة وجعلت الألف واللام عوضا لازما عنها ، بدلالة استجازتهم قطع هذه الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم والنداء نحو قولهم : أفأللَّه لتفعلن ، ويا اللَّه اغفر لي ، ولو كانت غير عوض لم تثبت الهمزة في الوصل « 2 » .
ومنها : أنهم جمعوا فيه بين أداة التعريف وحرف النداء عند كونه مناديا ، ولم يرد ذلك في غيره إلَّا شاذا في ضرورة الشعر كقوله :